منذ رحيل الأب متي المسكين، واستقالة الأنبا ميخائيل أصبح دير أبومقار بوادي النطرون في حالة يرثي لها، هذا الدير المهيب، قلعة الروحانية والفكر والعمل، الذي كانت زيارته تتم بميعاد مسبق وبقواعد صارمة، لا تقبل التهاون ولا الأعذار، تحول إلي ما يشبه الموالد، حيث أصبحت أبوابه مفتوحة ليلا ونهارا لكل عابر، بلا انضباط ولا تخطيط فقد بذلك هيبته وغابت رهبته ما أغضب الكثيرين من رهبانه القدامي، وفي محاولة لاستعادة التوازن نشر الدير الاسبوع الماضي أكثر من بيان يؤكد فيها العودة علي قدر الامكان - إلي سالف عهده ويطلب الاستئذان قبل الزيارة ويحدد لها ساعة واحدة فقط لكل رحلة المراقبون اعتبروا البيان محاولة من الرهبان أبناء الأب متي المسكين لإعادة فرض سيطرتهم علي أمور الدير الذي تحول رهبانه الي مجموعة من الفرق.. واحدة تحاول بقدر الامكان الاحتفاظ بهوية الدير الاصيلة التي وضع قواعدها الاب المسكين.. وفرقة تطلب رضا البابا شنودة بأي شكل وتواظب علي حضور اجتماعه مساء كل أربعاء لعل واحداً من بينهم ينال الرضي السامي ويصبح رئيساً للدير.. وفرقة ثالثة ما زالت تحلم بعودة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط لرئاسة الدير.. لقد قال السيد المسيح «كل بيت يقسم علي ذاته يخرب» فهل يقرأ الرهبان الآية بقليل من العمق؟! زيادة رواتب أصدر الأنبا بسنتي أسقف حلوان و15 مايو قرارا بزيادة رواتب كهنة الايبراشية 500 جنيه للكاهن و250 للمرتلين.. وهو قرار أثلج صدور كهنة حلوان وفي نفس الوقت اثار غضب وحنق العديد من كهنة الايبراشيات الأخري، خاصة ايبراشيات الصعيد حيث يطالب الكهنة هناك بزيادة ولو 50 جنيهاً والسؤال الآن هل من العدل أن تخضع لرواتب الكهنة لذوق الاسقف وطيبة قلبه، أو لقسوته وعدم اهتمامه، وكل واحد و«حظه»: إن وجود لائحة موحدة لكل الكهنة في مختلف أنحاء مصر، أمر ضروري فإذا كانت المساواة في الظلم عدلاً ماذا تكون المساواة في الرواتب؟.