اذا كانت فرنسا بلد الثقافة والحرية والموضة والبرفانات فإنها بلد ذات سمات خاصة في الطعام ولو سألت فرنسيا مثلاً عن مناطق البلاد المختلفة فستجده يقول لك إن بريتاني هي موطن فطائر الكريب، وإن نورماندي هي مركز القشطة الناعمة والتفاح، وإن شامباني أفضل مكان لتذوق الأطباق التي تأثرت بالمطبخ البليجكي. وإن الألزاس واللورين تقدم لك أطباقاً يبدو واضحاً عليها التأثير الألماني والناتج عن احتلال ألمانيا لتلك المنطقة مرات عدة، بينما منطقة لانكويدو علي الحدود بين فرنسا وإسبانيا فتمتاز بتأثر أطباقها بالمذاق الإسباني وطريقة التحضير. أما منطقة بوردو وبيرغاندي فتمتاز بصلصة الخردل المشهورة عالمياً باسم "خردل ديجون" الذي يعتبر الأفضل في العالم علي الإطلاق. وفي البروفانس في الجنوب تجد أطباقاً منوعة تدخل في إعدادها عناصر منوعة عدة، وسيكون طبق الراتاتوي وطبق سلطة التونا أكبر شاهد علي هذا الكلام. أما المناطق الجبلية فهي موطن الطيور الدسمة التي تعد منها أطباق كثيرة تعتمد علي الأجبان في طهوها أيضاً. وفي الحقيقة أن المطبخ الفرنسي يتميز أيضا بالصلصات وهي في الحقيقة مركز المذاق، حيث تضاف علي أطباق أخري بسيطة فتحولها إلي شيء آخر. ولعل صلصة الآيولي (الثوم والزيت) من أشهر هذه الصلصات، حيث تضاف إلي المقبلات وإلي أطباق رئيسية أخري فتصبح أطباقا خاصة.. أما أشهر الصلصات الفرنسية فهي الباشميل الذي يعد بسماكة ومذاق متنوعين حتي يتناسب مع العناصر الغذائية الأخري المستخدمة في هذا الطبق أو ذاك. وصلصات الجبن تتنوع بتنوع الأجبان في فرنسا ولا يمكن تحديدها، لكنها جميعًا تعلن عن نفسها حين يحرص طهاة العالم علي تعلم طريقة إعدادها قبل أي شيء آخر.