إذا كان الإسبان قد عرفوا الشيكولاتة في حفلة زفاف ملكي فإن المطبخ الفرنسي خرج في الأصل من المطبخ الإيطالي الذي أُحضر إلي القصر الفرنسي خلال عرس كاثرين دو ميديسي والملك هنري الثاني من فرنسا. فبسبب عدم إعجابها بطرق الطهي الفرنسية في وقتها، قامت بطلب طهاتها الإيطاليين الخاصين لتعليم الطهاة الفرنسيين الطرق الإيطالية لتعزيز نكهات المكوّنات بدلا من إخفائها. وهكذا كانت بداية المطبخ الفرنسي الذي يعد نتيجة قرون من التغيرات الاجتماعية والسياسية، ولقد اشتهر المطبخ الفرنسي في القرون الوسطي بالموائد الفخمة المزخرفة التي تستخدمها الطبقات العليا، ومعظم الأطعمة الفرنسية الموسمية أعدها الطهاه أمثال جيلام تيرل، الذي عاش في عصر الثورة الفرنسية، مع ذلك، يتجه الجميع في فرنسا إلي طعام أقل في التوابل وأكثر في الأعشاب، بدأ ذلك الفكر فرانسوا بيير لو فاريان ثم أتبعه نابليون بونابرت وغيرهم من كبار الشخصيات. لا يقتصر الطهي في المطبخ الفرنسي علي تقديم الوجبات والأصناف الشهية واللذيذة، ولكنه يمتد إلي كيفية تقديم تلك الوجبات بفن وذوق وطبقاً لإتيكيت ميز ذلك المطبخ بين جميع مطابخ العالم، بالإضافة إلي تميزه بتقديم أشهر وأكبر تشكيلة من أنواع الجبن التي يزيد عددها علي 500 نوع تقريبا. وأهم ما يميز الفرنسيين هو فن ترتيب المائدة ومنها انتقل إلي جميع أنحاء العالم. وترتيب الموائد الفرنسية له طرق عديدة، إلا أنها تتفق جميعها في تقديم الأطباق تباعاً بحيث لا يوضع أكثر من صنف علي المائدة لحين الانتهاء من سابقه. وأغرب العادات التي لا يزال يحتفظ بها المجتمع الفرنسي في طعامه هي الطبق المميز لكل مقاطعة فرنسية، مثل مقاطعة «برتاني» التي عرفت بأنها موطن حلوي الكريب، ومقاطعة «نورماندي» التي تشتهر بأنها موطن الحلوي بالقشدة والكريمة، ومنطقة «بوردو وبيرغاندي» المميزة بصلصة الخردل المشهورة عالمياً باسم «خردل ديجون».