جدل فقهي حول علامات ليلة القدر

يكثر الحديث في العشر الأواخر من شهر رمضان حول علامات ليلة القدر.. فالبعض يعتبر أنها تظهر علي هيئة شهاب مضيء، بينما يعتقد آخرون بوجود علامات معنوية غير مادية لليلة القدر مثل استجابة الدعاء أو حدوث كرامات او خوارق للبعض وهؤلاء الناس يرون انهم أكثر من غيرهم تقوي وقرباً من الله تعالي جعلتهم يرون تلك العلامات.
حول حقيقة علامات ليلة القدر تباينت آراء العلماء وأساتذة الفقه حول تلك العلامات فالبعض اعتبرها خرافة في حين أكدها البعض الآخر.
اعتبرت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الازهر أنه لا يوجد دليل من القرآن او السنة يوضح أي علامة لليلة القدر، حيث قال الرسول "صلي الله عليه وسلم" (تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان)، ولم يحدد اي ليلة من لياليها، ومع ذلك حدد الرسول الكريم الليالي التي من الممكن أن تأتي فيها ليلة القدر بأن تكون في ليلة فردية من أواخر الشهر الكريم .
واوضحت أن الحديث عن العلامات المرئية في السماء هو أمر علي سبيل الخرافات والجهل بأمور الدين، لذلك يجب علي خطباء المساجد توعية الجمهور بعدم حقيقة تلك العلامات.
واتفق معها في الرأي د عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية وقال أن أغلب ما يؤمن به الناس عن تلك الليلة يدخل في نطاق الخرافات والتهيؤات كأن يعتقد المرء ان السماء تفتح وينزل منها نور علي الإنسان المختار الذي قررت السماء تحقيق أمنيته ودعوته اوتنور السماء بنور اوشهاب يسير مسرعاًن، مشيرا إلي انه في إحدي السنوات تهيأ للناس انه مر شهاب في السماء وكان ذلك في العشر الاواخر من رمضان فاعتقدوا بأنها علامة لليلة القدر وذلك غير سليم فتلك ظاهرة كونية طبيعية قد تحدث في اي وقت من العام، وقال يعتبر البعض بعدم نباح الكلاب كعلامة لليلة المباركة وهي من الامور غير الوارده في القرآن أو السنة وإن وجد بعض الاحاديث التي توضح دلائل لليلة القدر مثل قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها) .
ويضيف بيومي: إن حكمة عدم وجود علامات واضحة لتلك الليلة ان يقيم المرء العشر الاواخر من رمضان جميعهم والصلاه والدعاء فيهم حيث قال رسول الله ( ص ) «من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».
علامات حقيقية
في المقابل أوضح د. عبد الفتاح عاشور أستاذ الفقه بجامعة الازهر، إن للعلماء آراء في تعيين ليلة القدر، فمنهم من يري انها ليلة الحادي والعشرين ومنهم من يري انها ليلة الثالث والعشرين ومنهم من يري انها ليلة الخامس والعشرين ومنهم من ذهب إلي انها ليلة التاسع والعشرين ومنهم من قال انها تتنقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر بينما اتفق أغلب الفقهاء انها ليلة السابع والعشرين واستند في ذلك لما رواه احمد عن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (من كان متحرٍ بها فليتحر ليلة السابع والعشرين )،
ولا يوجد سوي حديث واحد حول علامات ليلة القدر وهو حديث أبي بن كعب حيث قال (والله الذي لا إله الا هو انها لفي شهر رمضان والله اني لأعلم اي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله" بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وأماراتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها) بينما لا يوجد حديث عن علامات مادية معينة تميز تلك الليلة واي حديث عن اي علامات بين الناس يدخل في نطاق الخرافات والخزعبلات التي تدل علي انتشار الجهل بالثقافة الدينية لديهم .
وتؤكد د . سعاد صالح عميد كلية الدراسات الاسلامية سابقاً وجود علامات لليلة القدروهي علامات مؤكدة من الأحاديث النبوية، منها انها ليلة لا حارة ولا باردة و، ومُضيئة، كما تكثر الملائكة في ليلة القدر وكما أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع وهي علامات مؤكدة من الحديث حيث قال صلي الله عليه وسلم (ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة، كما قال (إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصي)، مشيرة إلي ان أي علامات أخري غير الواردة في الاحاديث النبوية لا يعتد بها مثل أنه لا تنبح فيها الكلاب، ولا يرمي فيها بنجم، أو أن ينزل فيها مطر.