يبدو أن مقولة "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه" لم تصل حتي الآن الي أذهان حسام البدري المدير الفني للأهلي الذي يرفض الاعتراف بأن قدراته التدريبية لا تؤهله لتولي مسئولية فريق بحجم وقدرات الأهلي الذي يعاني منذ توليه مهمه قيادة القلعة الحمراء. فرغم نجاح البدري بالاحتفاظ بلقب الدوري الموسم الماضي، وتجديد دماء الفريق بالدفع بعدد من الشباب، إلا أنه يواجه حملة شرسة من عدم الرضا أو الاقتناع بقدراته من قبل جماهير الأهلي.. وكأن لسان حالها يقول "نسألك الرحيل.. يابدري". ونحن نتضامن مع جماهير الأهلي في هذا الطلب للحفاظ علي فريق الأهلي من اختراعات البدري التي لا يوجد لها أدني مبرر.. فالبدري يقوم بعمل لوغاريتمات غريبة في التشكيل والتبديلات، وهو ما تسبب في ظهور الفريق الأحمر بمستوي متواضع حتي في المباريات التي يفوز فيها. وأهم أخطاء البدري هو عدم تثبيت تشكيل الفريق فنجد أنه تارة ما يدفع بمحمد فضل في خط الهجوم، ثم يخفيه ويظهر لنا فرانسيس، وننسي مهاجم اسمه أسامة حسني ثم نجده يشارك في المباريات المهمة. وفي مركز الوسط المهاجم يدفع تارة بأبو تريكة أساسيا، ثم يجلسه علي مقاعد البدلاء، وتارة نجد أحمد حسن أساسيا، وأوقات أخري يتذكر عفروتو، ثم بعدها نجد شكري أساسيا ثم يخرج من قائمة الفريق تماما. أما مركز الوسط المدافع فكان له نصيب الأسد من "افتكاسات البدري" فتبادل علي هذا المركز عدة لاعبين مثل المعتز إينو، أحمد فتحي، حسام عاشور، شهاب أحمد، أحمد حسن وأخيرا حسام غالي ومحمد شوقي. نفس الحال يتكرر مع قلبي الدفاع، فباستثناء وائل جمعة نجد الثلاثي شريف عبدالفضيل وأحمد السيد ومحمد سمير يتبادلون علي مركز المساك الثاني دون تثبيت لاعب منهم، ويتكرر الحال في مركز الظهير الأيمن بين أحمد فتحي وشريف عبد الفضيل أيضا. أرقام سلبية قد يتهمنا البعض بالافتراء علي البدري الا أن لغة الأرقام لاتكذب وتؤكد صحة كلامنا فالأهلي حقق عدة أرقام سلبية في عهد البدري. ففي الدوري الموسم الماضي لم ينجح تقريبا في الفوز بأي مباراة صعبة باستثناء لقاء بتروجت في السويس والذي فاز به بتسديدة من أحمد حسن في الثانية الأخيرة ، فتعادل مع الزمالك مرتين، وفي المرة الأولي كان الزمالك منهارا وكان حسام حسن تولي المسئولية قبل أربعة أيام فقط وبدأ مشواره بهزيمة من الحدود ولكنه نجح في التعادل مع الأهلي ، وفي المباراة الثانية كان الزمالك الأفضل والأخطر والمتقدم ثلاث مرات قبل أن يتعادل الأهلي في الثواني الأخيرة بمجهود فردي من لاعبيه. كما تعادل الأهلي مع الاسماعيلي بملعبه ، وتعادل مع المصري في بورسعيد، وتعادل مع الاتحاد في الإسكندرية ، وتعادل مع حرس الحدود مرتين ذهابا وإيابا وخسر منه في كأس السوبر، وخسر من غزل المحلة المهدد بالهبوط. لم يحقق الأهلي علي يد البدري الفوز بفارق أكثر من هدفين طوال مباريات الدوري ال26 رغم أنه كان كثيرا ما يفعل ذلك في المواسم السابقة وهو ما يؤكد أنه يحقق الفوز بصعوبة وبخبرة لاعبيه وخوف المنافس من اسم الأهلي. الأهلي مع البدري خسر بطولة كأس السوبر المصري للمرة الأولي بعدما كان قد توج بها خمس مرات من قبل وهي المرات التي شارك فيها. كما خسر لأول مرة في تاريخه من فريق من زيمبابوي وتأهل "بالعافية" في القاهرة، وسجل هدف التأهل من ركلة جزاء وكان مهددا بالخروج حتي الثواني الأخيرة في حال نجح الضيوف في تسجيل هدف لولا قلة خبرتهم كما خسر الأهلي لأول مرة في تاريخه من الاتحاد الليبي، واهتزت شباكه لأول مرة أيضا من هذا الفريق. العجيب أن الفرحة التي عمت أرجاء مصر وخاصة الأهلاوية وبعدها دموع البدري حينما تخطي الأهلي "عقبة" الاتحاد الليبي في مباراة العودة بالقاهرة فرحة لم تكن في محلها علي الإطلاق والوحيد الذي يعرف هذا الأمر هو المتابع الجيد للأهلي الذي لم يكن يقف أمامه كبير ولا صغير وبطولة أفريقيا في دولابه منها 6 كئوس، فهل وصل الحال اليوم لأن نخشي خروج الأهلي من دور ال16"!! لم يتعلم البدري من أخطائه بعد انتهاء الموسم الماضي بل تمادي فيها بطريقة غريبة فمع بداية الموسم الحالي وعلي الرغم من تدعيم الفريق بالعديد من اللاعبين السوبر علي رأسهم جدو وحسام غالي الا أن الأهلي فشل في تحقيق الفوز في مباراتين من ثلاث في الدوري حيث تعادل مع اتحاد الشرطة بدون أهداف كما تعادل مع المصري بهدف لكل منهما وفاز علي طلائع الجيش بهدف يتيم لحسام عاشور وقدم الأهلي مستوي هزيل للغاية في الثلاث مباريات. لم يقتصر الاخفاق الأهلاوي علي يد البدري مع بداية هذا الموسم علي بطولة الدوري فقط بل كان لبطولة دوري أبطال أفريقيا أيضا نصيب من هذا الاخفاق حيث تعادل الأهلي مع هارتلاند النيجيري في مباراة الذهاب وتلقي هزيمة بهدف نظيف أمام شبيبة القبائل الجزائري في مباراة الذهاب و تعادل بهدف لكل منهما في مباراة العودة ولم يحقق سوي فوز وحيد بشق الأنفس علي الاسماعيلي.. ليدخل البدري جماهير الأهلي في دوامة الحسابات من اجل التأهل الي نصف نهائي دوري الأبطال التي يحمل لقبها 6 مرات وتربع علي عرشها بلا منافس. الفيس بوك لعل جميع تلك الأرقام تؤكد أن اسم الأهلي ثقيل جداً بل إن البعض لا يمكنه أن يتحمل ثقله .. فمازال البدري يحتاج للكثير من العمل حتي تكتمل قدراته لنيل ثقة جماهير الأهلي. قد يقول البعض أن إقالة البدري في الوقت الحالي لن يكون قرارا صائبا في ظل ارتباط الأهلي ببطولتي إفريقيا والدوري، إلا أن هذا القرار هو الصائب في هذا الوقت ليستكمل الأهلي مشواره في البطولتين بدلا من توديعهما علي يد البدري. وشهدت الأونة الأخيرة هجوماً شرساً علي البدري في جميع وسائل الاعلام المختلفة أبرزها علي الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك" حيث قام العديد من زوار الموقع بتصميم "صفحات" للهجوم علي مدرب القلعة الحمراء. أبرز "جروب" كتب أعضاؤه علي الصفحة الرئيسة له رسالة للبدري "أبوس ايدك ياعم الحج اشتغل أي حاجة.. اي حاجة مهندس .. طيار .. دكتور.. موت 200 أو 300 واحد.. أحسن ماتموت 60مليونا". جروب آخر حمل عبارة " كفاية لحد كده يابدري" مطالبين في الوقت نفسه بالتعاقد مع طارق العشري واقصاء البدري من تدريب الأهلي. ولجأت مجموعة أخري الي تصميم جروب تحت شعار "مش عايزين حسام البدري" تطالب فيه الإدارة الحمراء باقالة المدرب الحالي والتعاقد مع مدرب أجنبي يكون قادرا علي الدفاع عن بطولات بطل القرن. وقال احد محبي الاهلي "مفيش فكر خالص بيحط لاعيبه =وخلاص"، بينما قال عضو برابطة محبي الأهلي "كفاية هو ده آخرك معانا". ووجه آخر كلامه للبدري قائلاً: "روح درب المقاولون عشان هو نازل ممتاز ب، وان شاء الله هناك تحقق نتائج". احد أعضاء نفس الجروب قال ان البدري "ليس له اي عذر نهائي، ونتائجه باينة لو علي الهجوم كان يقدر ينزل اثنين في هجوم واقربهم طلعت كان بجد عرف يعمل حاجة في الليلة الشؤم ليلة 29". ونصح أحد المشجعين البدري بالاكتفاء بالفترة الماضية ، بينما دعا أحد المشجعين الإدارة الحمراء باستبعاد البدري نهائيا، وعدم الاستعانة به في منصب المدرب العام قائلا "البدري استمر مع جوزيه 5 سنوات لم يتعلم منه اي شيء". الطريف أن جماهير الزمالك قاموا باطلاق حملة علي الفيس بوك بعنوان "خليك جنبي" مطالبين بالابقاء علي البدري حتي يستمر الأهلي بمستواه الهزيل ومن ثم يتمكن الزمالك من العودة الي منصات التتويج التي غاب عنها لفترة طويلة بسبب تألق الأهلي علي يد البرتغالي مانويل جوزيه. البدري وجوراديولا منذ بداية تجربة حسام البدري تعالت الأصوات في ادراة الأهلي وعلي رأسهم حسن حمدي قائلة بإنه سيكون جوارديولا مصر في مسيرة النجاح مع مدرب شاب يقود فريقاً كبيرا، وذلك في إشارة واضحة إلي المدرب الشاب جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة الإسباني الذي تذوق طعم النجاح مع البارسا، وقاده من انتصار إلي آخر، ومن بطولة لأخري، وأصبح لقب جوارديولا مصر ملازماً للبدري من خلال اعتماده علي الشباب الصاعد وإدخال طريقة 2/4/4 الا أن البدري لم يستطع أن يترجم لمساته علي الفريق الي نتائج جيدة حيث كان يفوز في معظم مبارياته بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة علي الرغم من امتلاكه ترسانة لاعبين يمثلون القوام الأساسي لمنتخب مصر. الغريب أن ادراة الأهلي أصرت علي التجديد للبدري علي الرغم من الكوارث التي ارتكبها في حق فريق كرة القدم، وكأن ادراة الأهلي اكتفت بما حققه مانويل جوزيه من بطولات وتريد تجربة طعم الحياة بدون بطولات.