أعرب توني بلير رئيس الوزراء البريطاني" الأسبق" عن أسفه لفقدان أرواح ضحايا حرب العراق مؤكدا انه لم يندم علي الغزو في عام 2003، جاء ذلك في مقتطفات من مذكرات بلير التي نشرت أمس وحملت عنوان "رحلة" واستغرقت كتابتها ثلاث سنوات ركز فيها علي فترة إقامته بمقر رئاسة الوزراء وصلته بقضايا من أهمها حرب العراق. وقال بلير في مذكراته التي اثارت جدلا في الاوساط السياسية والثقافية في بريطانيا أنه لم يكن يتوقع دور منظمة القاعدة ولا إيران في التخطيط لما بعد غزو العراق والذي شهد تواصلا في إراقة الدماء لفترة طويلة بعد هزيمة نظام الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، مستمرا في الدفاع عن قرار الغزو والإطاحة بصدام قائلا " ترك صدام في السلطة كان أكثر خطورة علي أمن بريطانيا من إقصائه ورغم مأساوية الأحداث فيما بعد فإن استمرار صدام وابنيه في حكم العراق ربما كان أسوأ إلي حد بعيد". وكان بلير قد ذكر في الشهر الماضي أنه سيتبرع بمقدم حقوقه المادية عن كتابته هذه المذكرات والتي قدرت بنحو 4 ملايين جنيه استرليني إضافة إلي سائر عوائد الكتاب للقوات البريطانية لبناء مركز رياضي للجنود المصابين. ومن جانبها، خصصت الصحف البريطانية مساحات مهمة في صفحاتها لما جاء في مذكرات توني بلير ، حيث ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية ما جاء في كتاب بلير حول الاسلام والمسلمين ونقلت عنه قوله "ان هجمات 11 سبتمبر مثلت في نظره بمثابة اعلان حرب من نوع جديد". وقال بلير خلال كلمة القاها في مقر نقابة عمال بمدينة برايتون عقب الهجوم انه أدرك بسرعة معني هذا الهجوم الذي تمثل في اقتياد انتحاريين طائرات لترتطم ببرجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون، مشيرا الي انه ادرك ان الحرب الجديدة ايديولوجية لكنه يقر بعدم إلمامه بتاريخ الإسلام وبأنه لم يكن يدرك مدي تجذر هذا التطرف. ويضيف بلير أن المستقبل وحده كفيل بتأكيد ما اذا كان الخيار العسكري صائبا ام لا، لكنه يؤكد انه اتبع قناعاته وانه لم يكن ليغير قراره بشأن الحرب في العراق وافغانستان حتي لو ادرك أنها ستستمر كل هذه المدة ، مشيرا الي ان الهروب من المواجهة العسكرية كان سيكون "خطأ فادحًا وجبنا سياسيا". كما نقلت الصحيفة عن كتاب بلير حجم الخسائر البشرية البالغة 4734 جنديا منهم 179 بريطانيا وحوالي 100 الف مدني حسب أدني التقديرات، مضيفة أن الضرر الذي لحق بصورة الولاياتالمتحدة وبريطانيا في العالم الاسلامي لا يمكن تقديره بارقام.