في ظل قناعة باتت راسخة لدي جميع قيادات جماعة الإخوان المحظورة باستحالة تكرار ما حدث في الانتخابات البرلمانية الماضية لأسباب متنوعة، وتعتمد القيادة الجديدة للجماعة في خطتها علي التركيز علي تجهيز عناصر الصف وتجاوز حالة الترهل والاحباط التي لحقت بقطاع كبير منهم بعد انقلاب يناير الماضي. سعيا لتجاوز حالة الترهل التنظيمي للاخوان التقي محمد بديع مرشد الجماعة رؤساء المكاتب الادارية بالمحافظات ثم رؤساء اللجان والاقسام النوعية بالجماعة، وهي الخطوة التي دحضت مزاعم إخوانية سابقة استندت اليها قيادات الجماعة في تبرير غياب الانتخابات الداخلية، ومفادها ان المطاردات الامنية تحول دون انعقاد اجتماع لمجلس شوري الجماعة أو رؤساء مكاتبها الادارية. احد القيادات الوسيطة شاركت في اللقاء كشفت ان جانبا كبيرا منه دار حول مجموعة من القيم التربوية المرشد كان مشرفا علي قسم التربية منها التركيز علي شمولية نشاط الجماعة والاهتمام بالجوانب المغفلة من قبل مثل النواحي الأدبية والفنية وكذلك التركيز علي قيم الاخوة والترابط بين أعضاء الصف، كما تضمن شرحا للتوجهات الجديدة للجماعة خلال الفترة المقبلة، بالعمل مع جميع القوي السياسية الاخري. المصدر الاخواني نفسه فسر اللقاء بأنه توجه لدي القيادة الحالية بالسيطرة علي مقاليد الامور داخل التنظيم وعدم تركها لآخرين مثلما كانت الحال تحت قيادة مهدي عاكف الذي ترك التنظيم لكل من خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمود عزت الأمين العام آن ذاك. في إطار الاستعدادات بدأت المكاتب الادارية للجماعة بالمحافظات في التنسيق لا مركزيا مع قيادات احزاب المعارضة في المحافظات. وقال سعد عمارة مسئول التنسيق مع القوي السياسية بدمياط لروزاليوسف ان الجماعة نسقت بالفعل مع حزب الوفد وقررت اخلاء دائرة كفر سعد امام سامي بلح الذي اعلن لنا نيته في الترشيح، وكذلك الحال مع النائب المستقل عمران مجاهد المنضم حديثا لحزب الوفد أيضا. عمارة قال ان المكاتب الادارية حصلت علي الضوء الأخضر بالتنسيق مع القوي الاخري بلا استثناء وبالفعل بدأت التواصل مع امانة حزب التجمع بدمياط بتشكيلها الجديد من خلال الدعوة إلي حفل افطار جماعي الاسبوع الماضي. في المقابل لا يعرف أي من نواب الجماعة في الدورة الماضية حتي الآن إذا ما كانت النية تتجه لاستبعاده أو الابقاء عليه مرشحا في الانتخابات المقبلة وهو ما كشفه النائب علي فتح الباب الذي قال لروزاليوسف ان أمر ترشيحه من عدمه لا يخضع لرغبته هو وانما لرغبة قيادات الجماعة، معتبرا الأمر "تكليف لا تشريف". واعترف فتح الباب بصعوبة التجربة قائلا ان العمل النيابي ليس امرا سهلا علي الإطلاق حتي ان بعض النواب الإخوان طلب لظروفه الصحية أو ما شابه الاعفاء من الترشيح مرة اخري.