فور وصولهم إلي قمة جماعة الإخوان المحظورة بعد الانقلاب الذي أطلقوا عليه مسمي انتخابات لمرشد الجماعة ومكتب إرشادها، شرع قيادات التنظيم القطبي الجديد في وضع خطة تحركهم في الفترة المقبلة وسريعا بدأوا في تنفيذها، بعد أن أطاحوا بقيادات التنظيم المحسوبين علي الاصلاح. تقوم خطة عمل القطبيين التي حصلت روزاليوسف علي ملامحها العامة علي ستة محاور أساسية تتفرع منها اهداف مرحلية بعضها دخل حيز التنفيذ والبعض الاخر لا يزال قيد الدراسة والاستعداد، أول هذه المحاور يتعلق بالشق التربوي، حيث يري اعضاء الفريق القطبي المسيطر ان قطاعات كبيرة من التنظيم تنقصها تربية علي المبادئ التي وضعها سيد قطب ونهلت منها جميع التنظيمات الاصولية المتطرفة. نصت الخطة الإخوانية في المحور التربوي علي زيادة اللقاءات التربوية مع عناصر الصف بهدف "إيقاظ الإيمان المخدر داخلهم" وانتقاء العناصر الجيدة منهم لتنضم إلي قافلة "المربين" إلي جانب التركيز من خلال الخطب واللقاءات والمقالات علي مبادئ ترسخ فكرة الاستعلاء والعزلة الشعورية عن المجتمع ومن هذا المنطلق بدأت الجماعة في نشر مجموعة من المقالات التي تتضمن هذه الأفكار منها مقال لأحد القيادات التربوية يدعي احمد صلاح وجاء تحت عنوان "حتي لا يذوب الداعية في المجتمع" واخر لاحدي الأخوات تدعي عابدة عبد الهادي تحت عنوان "الأخت الداعية والإيمان اليقظ العميق" انتهازية سياسية المحور الثاني في المخطط الاخواني يتعلق بالتحرك سياسيا وفيه تحدد قيادات الجماعة علي عدة وسائل تهدف في النهاية إلي تشويه صورة النظام القائم من خلال التركيز علي القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المدروسة واستغلالها في تقليص شعبيته بين الجماهير عبر مختلف الوسائل وفي مقدمتها الاتصال المباشر، إضافة إلي وضعها في إطار البرنامج الانتخابي لمرشحي الجماعة في الانتخابات المقبلة. ثالث المحاور في خطة عزت ومن معه التي وضعوها قبل القبض عليهم في قضية "القطبيون الجدد"التي توقعت مصادر احالتها للقضاء العسكري، يتمثل في الجانب الاعلامي ويقوم علي عمل حملة علاقات عامة واسعة مع الاعلاميين والشخصيات العامة، بهدف تجميل صورة الجماعة ومعالجة اثار الهجوم الحاد عليها بسبب الانقلاب الأخير، وفي هذا الاتجاه تتضمن الخطة تنظيم لقاءات عامة مع هذه القيادات واجراء اتصالات مباشرة مع عدد منهم ومن ذلك اللقاء الذي دعا اليه المرشد الجديد محمد بديع اربعين شخصية عامة من السياسيين والباحثين والاعلاميين لم يحضره احد، ليكون ابلغ دليل علي عدم قبول المجتمع لهذه الفئة من الشخصيات. رقابة دولية التحرك دوليا كان احد المحاور التي تضمنها المخطط الإخواني وفيه تضع الجماعة هدفا أساسيا أمامها وهو استغلال التنظيم الدولي في خدمة اهداف اخوان مصر، التي تعتبرها البوابة الرئيسية لاقامة دولة الخلافة، ومن الأهداف المرحلية في هذا الاتجاه دعوة المنظمات العالمية لطلب مراقبة الانتخابات المقبلة بحيث يكون الأمر مطلبا خارجيا ولا يستغل في الإساءة للجماعة. صراعات المقاعد المحور قبل الأخير يتناول آليات التحرك البرلماني وينص علي التركيز علي الانتخابات البرلمانية باعتبارها الانسب لتحقيق اهداف الجماعة في الظهور اعلاميا ورقابيا وابراز صور الفساد في المجتمع المصري، وتوقعت مصادر في الجماعة خوض انتخابات مجلس الشوري المقبلة بعدد محدود من المرشحين ممن ليست لهم قواعد جماهيرية أو مواقع تنظيمية مع الحفاظ علي الشخصيات الابرز لمقاعد مجلس الشعب.. وفي سبيل الاستعداد للانتخابات البرلمانية تنص الخطة علي التركيز علي العمل الاجتماعي والخيري مع المواطنين مما يمثل رشاوي سياسية مقنعة لهم، كما تنص علي فتح النواب قنوات اتصال مباشرة مع قيادات المعارضة في دوائرهم واستغلالهم في زيادة نبرة الغضب تجاه الدولة في الدوائر، إضافة إلي النص علي قيام كل نائب بعرض تصوراته حول سير الانتخابات في الدائرة علي مسئولي المكاتب الادارية تمهيدا لعرضها علي لجنة الانتخابات العامة.. وافادت المعلومات الواردة في هذا الشان أيضا إلي ان اللجنة المشرفة علي اختيار المرشحين في الانتخابات الماضية تشكلت برئاسة خيرت الشاطر الرجل الحديدي في التنظيم و محمود عزت الأمين العام للجماعة في حينها ومحمد مرسي الذي اصبح متحدثا باسم الجماعة، ومحمد علي بشر الذي خرج من السجن بعد الانقلاب ليتولي عددا كبيرا من المهام التي كان الشاطر وعزت يقومان عليها، كما أفادت أن اللجنة اختارت عناصر غير مؤثرة في كثير من الدوائر حفاظا علي القيادات الإخوانية، لظنهم أن الانتخابات سيتم تزويرها، وبعدما نجحت هذه الشخصيات (بعضهم غير مفعل تنظيميا) في دخول المجلس ندمت قيادات الجماعة أشد الندم. المصادر توقعت حدوث خلافات كبيرة بين قيادات التنظيم علي خلفية الترتيب للانتخابات المقبلة بسبب حرص النواب علي ترشيح أنفسهم في الانتخابات المقبلة بدعوي أنهم كونوا شبكات علاقات في دوائرهم في الوقت التي تري قيادات الجماعة أنهم لم يقدموا شيئا وأن هناك من يستحق المنصب أكثر منهم والاسماء كثيرة. الجماعة تتجمل! المحور الأخير في هذه الخطة يتعلق بالأقباط، إذ تضع الجماعة امامها هدفا عاما وهو محاولة تحسين علاقتها بهم وتكوين جبهة معارضة داخلية معهم، علي ان يكون ذلك من خلال رسائل تطمينية متنوعة يتم إرسالها عبر المقالات والندوات التي يشارك فيها عناصر الجماعة، مفادها أن موقف القيادات التاريخية للجماعة ومرشديها السابقين مثل حسن البنا ومصطفي مشهور وغيرهما، من الاقباط غير صحيح، مع الحرص علي تسييس الأمر وتناول العلاقة مع الاخر الديني باعتبارها مسألة سياسية. الوسيلة الثانية في تنفيذ الهدف الاخواني في هذا المحور هي تنظيم زيارات ميدانية لوفود من رموز التنظيم بالمحافظات للقيادات الكنسية في المحافظات، بهدف تلطيف الاجواء معهم والتاكيد علي قيم المواطنة، خاصة في اوقات الازمات الطائفية، وهو ما جري بالفعل في ازمة نجع حمادي الاخيرة دون جدوي، إضافة إلي توجيه رسائل تهنئة للرموز المسيحية المشتغلة بالسياسة باسم المرشد في المناسبات المختلفة.