لا يزال الشعب التركي حريصًا علي الاجتماع حول المائدة لتناول الوجبات الرئيسة يوميا. وعادة ما تكون وجبة الإفطار «قاهفالتي» علي الخبز والجبن والزيتون والشاي الساخن. أما وجبتا الغداء والعشاء فتتكونان من أطباق السلطات التي يطلق عليها اسم «مزة» بالإضافة إلي طبق رئيس من اللحوم أو الدجاج أو الأسماك بالإضافة طبعًا إلي الخبز والأرز. ويجتمع أفراد الأسرة حول المائدة مرحبين بكل من يصادف مروره عليهم في تلك اللحظة من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران الذين ليسوا بحاجة إلي دعوة مسبقة للتمتع بالوجبة. أما إذا أقام صاحب الدار وليمة ودعا إليها الآخرين مسبقًا فإنه يقدم مائدة زاخرة بأطباق البوريك (العجين المحشو باللحم أو الأسماك أو الجبن) والسلطات التي تعد من البقول والخضار وتخلط بزيت الزيتون الذي يبقيها صالحة للاستعمال في وقت إخراجها من الثلاجة. وفي مثل هذه المناسبات تقدم الشوربة أولاً، ثم يأتي دور السلطات التي يقدم معها اللحم المشوي أو الدجاج، بالإضافة إلي الأطباق التي يختلط فيها اللحم أو الدجاج أو الأسماك مع بعض الخضر المناسبة. وفي ختام الوليمة تقدم الفاكهة وأطباق الحلو التي يلحقها بعد ذلك شرب القهوة التركية المشهورة. ويمكن إيجاد المعجنات بشكلين علي المائدة التركية الشكل الأول هو الحلويات المصنوعة من العجين والشكل الثاني هو "البوريك" وهي عبارة عن رقاقات من العجين يوضع بينها عدد من الإضافات كالجبن الاأيض واللحمة والسبانخ والبطاطس المسلوقة ثم تطهي في الفرن وهذا الطبق هو متوارث عن المطبخ العثماني. اما الحلويات المصنوعة من العجين فتقسم الي ثلاثة اصناف لعل من اشهرها الكنافة التركية والبقلاوة وهو صنف من الحلويات يعتمد بالشكل الأساسي علي رقائق العجين وقد يصل عدد الرقائق الي الثمانين رقاقة عجين يوضع بين طبقاتها الفستق أو الجوز والبندق والصنف الاخر هو الحلويات المصنوعة من الحليب و هي عديدة يذكر منها المهلبية و الرز بالحليب. اما اشهر الحلويات التركية فهو الكلاج الذي يلمع نجمه في شهر رمضان المبارك و هو عبارة عن رقائق يصب فوقها الحليب الفاتر و يوضع فوقه طبقة رفيعة من القشدة.