كشفت سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمي فان جوخ من متحف محمد محمود خليل حالة القصور والإهمال بل التسيب الموجودة في هذا المتحف الذي يحوي بين أركانه لوحات نادرة لا تقدر بثمن لمشاهير وفنانين عالميين ولا أبالغ إذا قلت إن تلك الحالة حالة الإهمال موجودة في متاحف أخري تابعة لوزارة الثقافة. كاميرات المراقبة معطلة.. وأجهزة الإنذار لاتعمل.. كل ذلك دفع السارق لكي يقوم بفعلته في وضح النهار دون أدني خوف وهو ما يعني أن السارق كان يعلم جيداً أن حالة الأمن والأمان في هذا المتحف في سبات عميق ولذا تنحصر الشبهات في العاملين بالمتحف لأنهم هم من يدركون حالة التراخي الأمني التي يعاني منها هذا المتحف التاريخي الشهير فضلا عن أن حادث السرقة تم قبل إغلاق المتحف بيومين من أجل تطويره!! وبعيداً عن التصريحات المتناقضة لوزير الثقافة فاروق حسني عقب اكتشاف واقعة السرقة حين أعلن في بيان رسمي عن القبض علي اللصوص بل أدلي بكل التفاصيل ثم تراجع ونفي استعادة اللوحة المسروقة فإن أغرب ما سمعته من السيد الوزير قوله إنه قبل ستة أشهر نصح محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بضرورة تطوير هذا المتحف إلا أنه لم يستجب لنصيحته.. وهو ما يدفعنا للتساؤل كيف يسمح الوزير.. أي وزير باستمرار أحد موظفيه علي رأس قطاع وهو لاينفذ تعليماته ونصائحه؟! إن حادث سرقة «زهرة الخشخاش» من متحف محمد محمود خليل ليس الأول من نوعه فقد سبق سرقة هذه اللوحة في نهاية السبعينيات ونجحت مصر في استعادتها مرة أخري.. كما سبق وتعرض قصر محمد علي بشبرا الخيمة العام الماضي لسرقة 9 لوحات يرجع تاريخها إلي ملوك وأمراء أسرة محمد علي وبعد مرور 10 أيام عثرت وزارة الثقافة علي اللوحات التسع ممزقة بجوار سور القصر.. وأعتقد أننا لو تركنا أمور هذه المتاحف والقصور علي ما هي عليه سنصحو ذات يوم لنكتشف سرقة كل تاريخ وتراث وآثار مصر! مطلوب حماية أمنية لمتاحفنا علي أعلي مستوي ومزودة بأحدث التقنيات بعد أن تحول سيناريو فيلم «حرامية في تايلاند» إلي حقيقة.. ولكن الحرامية هذه المرة في متحف محمد محمود خليل ولم يذهبوا إلي بانكوك علي ما يبدو!. كلام في الهوا: ثواب صيام رمضان هذا العام مضاعف.. بسبب شدة حرارة الجو.. وانقطاع الكهرباء المستمر!