يشكل المسلمون في الهند ثاني تجمع إسلامي في العالم بعد مسلمي إندونسيا، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها قرابة (150) مليون مسلم، وينتشرون في أماكن متفرقة في هذا البلد الواسع، ولذلك فإن ثبوت رمضان قد يختلف فيه من مكان لآخر إلا أن ذلك لا يمنع من وجود هيئة شرعية خاصة من العلماء حالما يثبت لديها دخول شهر رمضان، تصدر بيانا عاما، ويتم إعلانه وتوزيعه علي المسلمين. ويحرص غالبية المسلمين هناك علي سنة السحور ويتناولون فيه (الأرز) والخبز وشخصية (المسحراتي) لا تزال تؤدي دورها هناك علي أتم وجه عند مسلمي الهند، حيث يطوف كل واحد منهم علي الحي الذي يسكن فيه، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تقدم له الهدايا والاعطايات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم. والإفطار علي رشفات من الماء إذا لم يوجد تمر، وبعضهم يفطر بالملح الخالص، وذلك عملا بقول تذكرة بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر علي الملح، وهي عادة لا تعرف إلا بالهند، وتشتمل مائدة الإفطار الهندية علي (الأرز) وطعام يسمي (دهي بهدي) يشبه طعام (الفلافل مع الزبادي) و(العدس المسلوق) وطعام يطلق عليه اسم (حليم) و(الهريس) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها (الفلفل الحار)، ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوي والمرطبات وثمار الجوز الهندي علي المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح، وأحيانا يوزع التمر وسكر البنات، ومشروب هندي يسمي (سمية) وهو يشبه (الشعيرية باللبن) عند المصريين ويحرص الأطفال علي شراء فوانيس رمضان، وتراهم يتجولون في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأغاني الدينية بلغتهم الهندية ولهجاتهم المحلية.