أصدرت جمعية أنصار السنة المحمدية بالمنصورة فتوي وزعتها علي المواطنين منذ يومين بعدم جواز اخراج زكاة الفطر مالاً لعدم وجود نص يبيح ذلك. واستندت الجمعية في فتواها إلي وجود حديث شريف لإخراجها طعاما هو «زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاع من شعير أو صاع من تمر أو صاع من إقط»، وتؤكد الفتوي أن صاع الطعام هو غالب قوت البلد حاليا وهو الأرز الابيض ويساوي نحو 2.5 كيلو جرام، بينما أكد الشيخ سعد الفقي وكيل مديرية الاوقاف بالدقهلية جواز اخراج زكاة الفطر نقداً هذه الايام من الناحية الشرعية. واعترض علي اخراجها نقدا إذا كان هناك احتكار لإحدي السلع المنصوص عليها في الحديث الشريف الذي استندت إليه الجمعية. وعن موقف الأزهر من فتوي أنصار السنة تؤكد د.آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن مثل هذه الفتوي تريد الرجوع بالأمة إلي الخلف حينما كان يتم قياس التمر والقمح بالمكيال إلا أن الزمان حاليا اختلف واختلفت معه الاحتياجات فكيف تكون الزكاة بالتمر أو القمح؟ وهل في ذلك الوقت يكون علي الشخص أن يطحن القمح ويصنع الخبز بنفسه؟! وحتي إذا كان المقصود التبرع بالاطعمة فيمكن أن يكون الشخص الفقير في حاجة إلي المال لتدبر أمور حياته وفقا لما يري فيمكن أن يكون أولاده يحتاجون مصاريف مدرسية أو ملابس أو غيره. وتضيف نصير: إن هؤلاء الناس تجمدوا عند مفهوم الزكاة منذ أيام البدو والقبائل وتجاهلوا مستجدات العصر ودخول الافتاء مرحلة جديدة وهي فتح باب الاجتهاد الذي أباحه الرسول صلي الله عليه وسلم حين قال: إن الله يجعل لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها وهو مسند أبوداود كذلك سيظل الاجتهاد مفتوحاً إلي يوم القيامة رحمة بأمة الإسلام وتماشيا مع مبدأ التطور في الحياة فهؤلاء والحديث لنصير لم يطلعوا أي أقوال الفقهاء الذين أجازوا الزكاة علي جميع أشكالها، وهم فقط نقلة. كما يتفق معها د.أحمد السايح الأستاذ بالأزهر في أن من يفتون بعدم جواز اخراج زكاة الفطر مالا يخالفون اتفاق الفقهاء علي أن زكاة الفطر تخرج وفقاً لمقاييس العصر، وهو ما يتفق مع مذهب الامام أبي حنيفة وهو مذهب الوسطية، لذلك فالقول باخراج زكاة الفطر حبوباً أو غلالاً سيكون مخالفاً للأعراف والتقاليد، كذلك فالمفتي أباح أن تخرج الزكاة نقوداً وأموالاً لسهولة الاستفادة منها ولا قول بعد قول المفتي.