عندما يأتي رمضان يدخل كل مسلم مدرسة الصيام، فمنا من يتعلم فيتحلي بالفضائل ويتخلي عن الرذائل لكي تتحقق الحكمة من الصوم، وعلي المسلم أن يعلم أن أخطر الرذائل التي تضيع ثواب الصوم هي قول الزور، فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يضع طعامه وشرابه» ومعناه بأنه لا ثواب له، لكن هذا لا يعني أن المسلم قد ضمن ثواب الشهر بترك رذيلة واحدة من الرذائل.. بل عليه محاربة جميع تلك الرذائل كي يتحقق قبول صومه، فعليه أن يترك الكذب لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة ومازال العبد يصدق فيتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار ومازال العبد يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا»، فالمؤمن لا يكذب فكيف يكون صائما لله ممتنعا عن شهوة البطن والفرج وهو كذاب، وعليه كذلك أن يترك الحرام بجميع أشكاله وصوره، وأن يتحري الدقة كما كان أصحاب النبي يفعلون فكانوا يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة الحرام.. «كل جسم نبت من حرام فالنار أولي به».