مازلت ألخص لك أحداث مسرحية بير القمح التي افتتحت بها ساقية الصاوي مهرجانها المسرحي الأسبوع الماضي والتي قدمتها فرقة كواليس المحروسة، اكتشف عم حسين أول بئر للقمح في الصحراء، هناك عشرات وربما مئات القماحات موجودة تحت الأرض، كميات القمح التي قام المصريون بتخزينها منذ آلاف السنين ، تكفي الجيل الحالي من المصريين، وربما أجيالاً قادمة، يطلب عم حسين من متولي أن يبقي بجوار البريمة إلي أن يذهب هو وبسيوني إلي أقرب تلغراف ليرسل إلي القاهرة بأخبار هذا الكشف العظيم، وفي الصباح الباكر تهجم علي الموقع جيوش الموظفين بقيادة الدكتور واحد، الموظفون الذين جاءوا للعمل في موقع القماحات ليست لهم أسماء بل أرقام، الدكتور واحد من علماء الآثار، هنأ عم حسين علي اكتشافه ثم أعرب له عن استيائه، لأن الدكتور في كتابه الأخير قال إن حكاية القماحات هذه لا وجود لها، علي أي الأحوال، لم يعد هناك ما يفعله عم حسين في الموقع، لقد انتهت مهمته، لا يوجد مكان له في المشروع لأنه ليس موظف حكومة، وإذا كان لابد من وجوده فلابد أن يعمل طبقًا لخبرته السابقة، لقد كان يعمل في بوفيه المتحف المصري، ولا بأس من أن يعمل مسئولاً عن بوفيه مشروع القماحات. غير أن مساعده بسيوني الطالب المنتسب في كلية التجارة، أصبح له رقم وعمل موظفًا في المشروع ثم انتقل إلي القاهرة حرصًا علي مستقبله الذي يحتم وجوده بجوار الكلية، وظل متولي يعمل مساعدًا لعم حسين في البوفيه، حدثت خلافات حادة بين الموظفين حول نتيجة دوري كرة القدم، انقسموا إلي فريقين متصارعين، أهلي وزمالك، وهو الأمر الذي أثار غضب الدكتور واحد وأفقده أعصابه ودفعه لأن يعلن موقفه وهو أنه يؤمن بأن الإسماعيلي هو الذي سيحصل علي الدوري، ولم يكتف بذلك قدم استقالته وترك المشروع، فأرسلت القاهرة مسئولاً آخر هو الدكتور واحد أبو شرطة، بالطبع هو نفس الشخصية بعد إضافة شرطة إلي الرقم المعلق علي صدره، وفي أول تصريح له بعد استلامه العمل قال للموظفين إن رئيسهم السابق الدكتور واحد كان رجلاً حمارًا لأنه رصهم علي المكاتب بشكل خاطئ، ثم أجري بينهم حركة تنقلات سريعة، 6 يقعد مطرح 4 .. 3 مطرح 7 .. خمسة مطرح 2 وفي النهاية تكتشف أن كلاً منهم يجلس في المكان الذي كان يحتله من قبل.. لم يحدث تغيير. أول قرار اتخذه الدكتور واحد أبو شرطة هو إغلاق البوفيه وطرد عم حسين ومتولي، لأن الدقائق التي يضيعها الموظف في احتساء الشاي والقهوة، تشكل جريمة في حق الشعب المصري، حاول حسين أن يشرح له أنه أصل المشروع غير أنه رفض أن يستمع لكلمة واحدة، هكذا غادر عم حسين ومتولي المكان وهو المؤسسة العامة للقماحات. يرسل المسئولون في القاهرة خطاباً يسألون فيه عن حجم الإنتاج مقدرا بالأردب، إنتاج إيه..؟ يسأل موظفيه عن حجم الإنتاج؟ فيردون عليه: إنتاج إيه..؟ هم أيضا لا يعرفون شيئا عن المشروع .. ويسألهم: أمال حضراتكم بتشتغلوا إيه؟.. أنا.. ما هيات.. مراسلات.. تنقلات.. إجازات.. اتضح أنهم جميعا آت.. آت.. ولكن لا أحد فيهم يعرف شيئا عن أصل المشروع.. حسنا، من كان أول شخص جاء إلي هذا المكان؟ كلنا جينا مع بعض في وقت واحد، وكان هنا عم حسين والجدع اللي اسمه متولي.. وراهم.. هاتوهم، يقبضون علي الاثنين ، ويقول متولي إن عم حسين كان يبحث عن القمح.. وأنه وجده فعلا... آه.. افتكرت.. القماحات.. القمح.