وسط أجواء تتسم بالترقب قبيل أيام قليلة من بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن بنيامين نتانياهو أكد في جلسة مغلقة أنه سيدير المفاوضات بنفسه أمام الفلسطينيين دون تشكيل طواقم في المرحلة الأولي بهدف التوصل إلي «اتفاق مبدئي» للتسوية. وقالت الصحيفة إن نتانياهو يرفض البحث في حدود الدولة الفلسطينية قبل حسم الترتيبات الأمنية، إذ يطالب بدولة منزوعة السلاح ومراقبة دولية علي الحدود. ونقلت «هاآرتس» عن موظفين «كبار» في تل أبيب، قالت: إنهم علي اطلاع بفحوي الاتصالات مع الولاياتالمتحدة، قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجورج ميتشل إن «الحدود سترسم وفق الترتيبات الأمنية التي سيحصل عليها. يأتي ذلك فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن المصادر القول إن إسرائيل ستطالب ببقاء غور الأردن وقمم الجبال المطلة عليه تحت سيطرتها لضمان مراقبة المجال الجوي الإسرائيلي والتأكد من عدم تهريب وسائل قتالية وتسلل مخربون إلي أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما ستطالب بأن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وبأن تستخدم الوسائل القتالية التي ستحصل عليها لأعمال قوات الشرطة فقط وبأن يحظر عليها عقد اتفاقات أمنية مع أطراف ثالثة دون موافقة إسرائيل. وعلي صعيد متصل، قالت تقارير صحفية أمس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جن جنونه عند سماعه بيان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي قالت فيه إن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستتم دون شروط مسبقة، ولم تتطرق فيه إلي بيان اللجنة الرباعية، وأضافت مصادر مطلعة إن عباس كان شديد الغضب. وحسب هذه المصادر، فإن المسئولين الأمريكيين ارتبكوا وخافوا «أن تفرط الأمور» فاتصلوا بعباس ثلاث مرات في غضون أقل من ساعة، في محاولة للتخفيف من غضبه وإرضائه وتوضيح الأمور، كي لا يتخذ قرارا ضد المشاركة في المفاوضات. إلي ذلك قال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن السلطة الفلسطينية تتمسك بمرجعية بيان اللجنة الرباعية وبكل ما ورد في هذا البيان. وقال الأحمد في تصريحات له أمس إذا ما خرجت واشنطن عن هذا الخط، فلن تكون دعوة أوباما أكثر من حفل عشاء.. ولن تكون هناك مفاوضات حقيقة، بل قد لا تنطلق المفاوضات من أصله». وهاجم الأحمد بيان كلينتون إذ قال إنها ابتغت منه إرضاء نتانياهو، كما هاجم ما جاء في تصريحات مبعوث السلام الخاص جورج ميتشل، والتي تراجع فيها عما جاء في بيان اللجنة الرباعية. شدد الأحمد علي ضرورة دعوة ممثلين من لجنة المتابعة العربية لحضور المفاوضات. علي صعيد آخر اعلن منظمو رحلة سفينة «مريم» للمساعدات الإنسانية التي كان يفترض ان تبحر مساء أمس من مرفأ طرابلس في شمال لبنان إلي غزة، تأجيل رحلتهم إلي موعد غير محدد، في انتظار حصولها علي إذن بالرسو في أحد موانئ المنطقة، بحسب ما أعلن المنظمون في مؤتمر صحفي.