«شوربة كوارع تقوي الركبة.. طبق فتة بالخل والتوم يعدل الدماغ».. إذا كنت من زوار حي الحسين وتهوي قضاء ليالي رمضان بالسهر فيه فبالتأكيد ستتردد هذه الجملة علي مسامعك كثيرًا حيث إن مطاعم المسمط لها مذاق آخر في رمضان وعشاقها لا يتنازلون عنها رغم تحذيرات الأطباء من الإفراط فيها. من خلال جولة قامت بها «روزاليوسف» بين مطاعم المسمط وجدنا أنه الأكثر طلبًا وإقبالاً وبالأخص من المصريين نظرًا لأنها وجبة اقتصادية تشبع الجعان وتمتع اللسان ولا ترهق الجيوب فيمكن لأربعة أشخاص أكل ما لذ وطاب من أطباق الكوارع والفشة والممبار ولحمة الرأس بمبلغ لا يتعدي المائة جنيه، خاصة أن كثيراً من السيدات أصبحن لا يجدن طهو هذه الأصناف لذلك يفضلن شراءها جاهزة. وفي مسمط الحرم الحسيني أكد أيمن حنفي البربري أن المسمط هو المطلب الشعبي لكل الفئات ما بين الشباب الذين يتحمسون لأكل هذه الأصناف الدسمة وما بين كبار السن الذين يزداد طلبهم علي شوربة الكوارع لما لها من فوائد طبية للعظام والسيدات اللائي يميلن لأطباق الممبار. ويبدأ الاستعداد لاستقبال رواد المسمط منذ الساعات الأولي من الصباح لينتهي إعداد اللمسات الأخيرة لها قبل الإفطار بساعة وهو نفس الوقت تقريبًا الذي يبدأ فيه رواده التردد علي المطعم ويستمر العمل حتي بعد الإفطار بساعتين ثم يتوقف ليبدأ قبل منتصف الليل بساعة ويستمر حتي الساعات الأولي من الصباح. زبون المسمط في رمضان كما أوضح البربري هو الزبون المصري فقط حيث لا تلقي هذه الأصناف إقبالاً كافيًا من السائحين العرب والأجانب، والجديد هذا العام الذي يقدمه المسمط هو طبق لحمة الرأس المشوية علي الفحم التي يقبل عليها «الزبون الهاي كلاس» علي حد وصفه وكذلك اللسان المشوي والمخ البانيه إضافة إلي طواجن العكاوي التي أضاف لها لمسات جديدة وأنواع مختلفة من التوابل، ويشير البربري إلي أنه من الجيل الثالث الذي تورث هذه المهنة لذلك يحرص دائمًا علي تقديم لمسات جديدة.