لقد اهتم الإسلام بالعلم والدعوة إلي تحصيله ولم يختص الرسول الرجال بالعلم والتعليم بل كان التعليم للمرآة والطفل مهما كانت سنهما وكذلك الرجل مهما كانت سنه فقال صلي الله عليه وسلم طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة ويمكن اعتبار أول مدرسة في العصر الإسلامي هو قيام أسري بدر بتعليم المسلمين الآميين ووجدانا من أصحاب الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم الحفظة للقرآن والحديث والملمين لعلومهما وانتشرت المدارس بعد ذلك ومن قبلها المساجد في العصرين الأموي والعباسي وكانت حوانيت الوراقين والمكتبات وقصور الخلفاء وبيوتهم من أهم الوسائط في التعليم . وظهر المؤدب واهتم بالرحلة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله . التربية لغة: إن كلمة تربية مشتقة من ( ربي ) بمعني ازداد وهي تعتمد علي عمليتي التعليم والتعلم وتجعل من نتائجها واقعا إيجابيا منتجا في حياة الأفراد والمجتمعات ، وان مادتها وموضوعها هو الخبرات الإنسانية والخبرات الإنسانية هذه متطورة ومتعددة وهي في مجموعها أثر البيئة في الإنسان وأثر الإنسان في البيئة ثم هي أيضا أثر الإنسان في الإنسان وأثر الإنسان في نفسه . وقد قدمناها هنا في إطارها التاريخي ، ففي الحياة البدائية كان موضوع التربية الاستجابة للطبيعة دون إيقاع أي اثر عليها وبذلك لم يكن لها دور مقصود. يمكن القول أنه بتطور الأزمان تكونت لدي الإنسان معارف جعلت له أثرا علي الطبيعة والأفراد الآخرين. التربية اصطلاحا: أما التربية في الاصطلاح هي: نشاط إنساني فردي واجتماعي متواصل، يهدف إلي نمو الفرد متكيفا مع بيئته الطبيعية والاجتماعية لتمكينه من أن يكون نفسه، وان ينمي ويطور قدراته الذاتية إلي أقصي حد تسمح به طاقاته وإمكاناته الكامنة، وتسمح به كذلك بيئته الاجتماعية والثقافية. يمكن القول إن علماء التربية اصطلحوا علي أن التربية هي نشاط إنساني واجتماعي متواصل منذ الولادة وحتي الممات وأن التربية لا تنقطع أبدا عن الإنسان مدة حياته علي هذه الأرض . أهداف التربية في الإسلام: أن التربية في الإسلام أهداف شمولية واسعة وعميقة فهي تشمل تنمية الجانب الفكري وتنمية الجانب الاجتماعي والنفسي والأخلاقي والجسمي فيه. الأهداف الفكرية والمعرفية: تستهدف التربية في الإسلام تنمية ذكاء الإنسان وتنمية قدرته علي التأمل والنظر والتفكير وسيلتها في ذلك دعوة الإنسان إلي النظر في الطبيعة وفي الكون والنظر في النفس البشرية نفسها وتأملها واستيطانها كما تستهدف تنمية قدرته علي التصور والتخيل بما أبدعه القرآن الكريم من مشاهد وصور فنية عن الغيب والقيامة كما تستهدف تقوية الذاكرة والتذكر بحفظ القرآن نفسه واستيعاب معانيه وتدبره كما تستهدف تنمية القدرة علي التحليل وإدراك العلاقات بفهم عظات التاريخ وربطها بالواقع الاجتماعي للمجتمع وللإنسان وربط العلل بالمعلولات والأسباب بالنتائج كما تستهدف تنمية القدرة علي التعبير عما تحتويه الخبرات الحياتية وما يكونه لها من معان ومفاهيم وذلك بإتقانه والفقه بالتعبيرات والمعاني القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح. التربية الروحية: إن تنمية الروح الإسلامي في الإنسان وفي المجتمع من أهم ما تستهدفه التربية في الإسلام، والروح الإسلامي لها ركائز كثيرة ترتكز عليها منها (الغيرية) و(الإيثار) وتشير إليها الآية الكريمة ( ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وقوله (ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا). (للحديث بقية)