في تطور جديد للأحداث داخل «بيت اليسار» ينذر بمزيد من المواجهات، خلال الشهور القليلة المتبقية علي انتخابات البرلمان أعلن د. جودة عبدالخالق عضو اللجنة المركزية بالحزب وأستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية انضمامه لصفوف الجبهة الرافضة للمشاركة والتي بدت أكثر وضوحًا داخل أمانة الجيزة مؤخرا وذلك عبر ورقة عرضها علي المكتب السياسي بعنوان «الإجراءات العملية لضمان نزاهة الانتخابات». وأوضح عبدالخالق في الورقة أن استمرار الحزب في استعداداته للانتخابات بإعداد البرنامج الانتخابي والقوائم الأولية للمرشحين في المحافظات لن يساهم في الضغط الحقيقي من أجل الضمانات إذ سيجد الحزب نفسه- علي حد قوله- مشاركًا بالانتخابات في ظروف أسوأ من انتخابات 2005، وسيكون أكبر الخاسرين في هذه المعركة. وطالب عبدالخالق المكتب السياسي بمراجعة موقف الحزب من القوي السياسية المختلفة وعلي رأسها جماعة الإخوان «المحظورة». قائلاً: إن مواقف د. رفعت السعيد رئيس الحزب المعادية للجماعة كانت السبب في سقوط خالد محيي الدين زعيم الحزب في انتخابات 2005 بدائرة «كفر شكر» أمام مرشح الإخوان الذي لم يكن له أي رصيد سياسي يؤهله للفوز. كما لفت إلي أن مشاركة الحزب في الانتخابات بدون ضمانات تكرس الصورة السلبية لحزب التجمع لدي الجماهير والذي شهد هبوطًا في شعبيته لغيابه عن العمل الجماهيري وانشغاله بالانقسامات والخلافات الداخلية للحزب. ويعتبر موقف عبدالخالق هو نفس الموقف الذي تتبناه أغلب قيادات جبهة «الإصلاح والتغيير» ولجنة محافظة الجيزة التي تسعي في الفترة المقبلة لعمل حملة جديدة تستهدف جمع التوقيعات من أجل ضمانات نزاهة الانتخابات. وكانت قيادات المكتب السياسي التي اطلعت علي الورقة المقدمة من عبدالخالق قد أبدت رأيها في الورقة وأنه لم تضف جديدًا أثناء عرضها خاصة أن مطالب ضمانات نزاهة الانتخابات مدرجة علي أولويات الحزب والتي أعلن عنها بالتوازي مع استعداداته للمعركة الانتخابية. وكان أن سبق وأعلن د. جودة عبدالخالق قبل عامين موقفًا شبيهًا بهذا الموقف داعيا د. رفعت السعيد للكف عن انتقاد الجماعة لأن هذا- بحسب قوله- أعطي انطباعًا خاطئًا لدي المواطن البسيط، بأن التجمع ضد الدين! وعن مطالبة عبدالخالق بمراجعة موقف الحزب المعادي لجماعة الإخوان المحظورة قانونا قال نبيل زكي أمين الشئون السياسية والمتحدث الرسمي للتجمع إن موقف الحزب من الإخوان محدد ومعروف لاختلاف الأيديولوجيات ويتضح هذا في البرنامج العام للحزب إذ إن الاختلاف الفكري بينهما جذري مؤكدًا أن الحزب ملتزم بما ورد في برنامجه العام من المشاركة في كل المعارك الانتخابية وعدم المقاطعة والسعي لضمانات انتخابية.