لأبي نواس «4-2» 1- الضدّان كُلّ ناعٍ، فسيُنْعي، كُلّ باكٍ، فسيُبْكي كُلّ مذخورٍ سيفني كُلّ مذكورٍ سيُنسي ليس، غير الله يبقي، من علا، فالله اعلي إن شيئاً قدْ كُفينا هُ، له نسعي ونشقي إن للشر وللخي لسيما ليس تخفي كل مستخف بسٍّر، فمن الله بمرأي لا تري شيئا،علي الله ، من الأشياء يخفي 2- لم يبق إلا التمني كما لا ينقضي الأربُ كذا لا يفتر الطلبُ خلت من حاجتي الدنيا فليس لوصلها سببُ تفانت دونها الأطماع حالت دونها الحجبُ رأيتُ البائسين سواي قد يئسوا، وما طلبوا ولم يبق الهوي إلا التمني، وهو محتسبُ سوي أني إلي الحيوان بالحركات أنتسبُ 3- يا نفس توبي سبحان علام الغيوبِ عجبا لتصريف الخطوبِ تغدو علي قطف النفس وتجتني ثمر القلوبِ حتي متي يا نفس تسترين بالأمل الكذوبِ يا نفس توبي قبل أن لا تستطيعي أن تتوبي واستغفري لذنوبك الرحمن ، غفار الذنوبِ إن الحوادث كالرياحِ عليك دائمة الهبوبِ والموت شرعٌ واحدٌ، والخلق مختلفو الضروبِ والسعي في طلب التقي من خير مكسبة الكسوبِ ولقلما ينجو الفتي بتُقاهُ من لطخ العيوبِ 4- لا تحسبن الله يغفل إذا ما خلوت الدهر يوماً، فلا تقلْ خلوتُ، ولكن قلْ علي رقيبُ ولا تحسبن الله يغفل ساعةً ولا أن ما يخفي عليك يغيبُ لهونا بعمرٍ طال حتي ترادفت ذنوبٌ علي آثارهن ذنوبُ 5- العظام المجرورة جسدي قائمٌ، وروحي مواتُ، وسهادي معاً ونومي سباتُ وثيابي تَجُّر مني عظاماً، لا سكونٌ لها ولا حركاتُ 6- ما تبت يقول الناس: قد تَبتُ ولا والله ما تبتُ فلا أترك تقبيل الخدود المرد ما عشتُ أري المرد يميلون لمثلي حيثما ملتُ 7- فزعات القيامة رضيت لنفسك سَوْآتها، ولم تألُ جهداً لمرضاتها وحسّنت أقبح أعمالها، وصغرت أكبر زلاتها وكم من طريقٍ لأهل الصبا سلكت سبيل غواياتها فأي دواعي الهوي عفتها ولم تجر في طُرْق لذّاتها وأي المحارم لم تنتهك، وأي الفضائح لم تأتها وهذي القيامة قد أشرفت تريك مخاوف فزعاتها وقد أقبلت بمواعيدها وأهوالها، فاْرعَ لوعاتها وإني لفي بعض أشراطها، وآياتها، وعلاماتها تبارك رب دحا أرضه، وأحكم تقدير أقواتها وصيّرها محنةً للوري تغرّ الغوي بغزواتها فما نرعوي لأعاجيبها، ولا لتصرّف حالاتها ننافس فيها، وأيامها، تردّدُ فينا بآفاتها أما يتفكَّر أحياؤه فيعتبرون بأمواتها. 8- حتي متي أنت تلهو الموت منا قريبُ، وليس عنا بنازحْ في كل يوم نعي، تصيح منه الصوائحْ تشجي القلوب، وتبكي مولولات النوائحْ حتي متي أنت تلهو في غفلة وتمازحْ والموت في كل يومٍ في زند عيشك قادح فاعمل ليوم عبوسٍ، من شدة الهول كالحْ ولا يغرنك دنيا، نعيمها عنك نازح وبغضها لك زينٌ وحبها لك فاضحْ 9- واعظ الشيب أية نارٍ قدح القادحُ وأي جدّ بلغ المازحُ لله در الشيب من واعظٍ، وناصحٍ لو سُمع الناصحُ يأبي الفتي إلا اتباع الهوي، ومنهج الحق له واضحُ فاسمُ بعينيك إلي نسوةٍ، مهورهن العمل الصالح لا يجتلي الحوراء من خدرها إلا امرؤ ميزانه واضح من اتقي الله، فذاك الذي سيق إليه المتجر الرابحُ شمِّرْ، فما في الدين أغلوطةٌ، ورحْ لما أنت له رائحُ 10- ندمت علي ذنوبي أقَلْني، قد ندمت علي ذنوبي وبالإقرار عُذتُ من الجحودِ وإن تصفح فإحسان جديد سبقت به إلي شكرٍ جديدِ 11- حساب شديد أفنيتَ عمرك، والذنوب تزيد والكاتب المحصي عليك شهيدُ كم قلت لستُ بعائدٍ في سوءةٍ، ونذرت فيها ثم صرت تعودُ حتي متي لا ترعوي عن لذةٍ وحسابها يوم الحساب شديدُ وكانني بك قد أتتك منيةٌ لا شك أن سبيلها مورودُ 12- موت الجسد إنَّ مع اليوم، فاعلمنّ، غدا فانظر بما ينقضي مجيئ غدِهْ ما ارتد طرفُ امرئٍ بلذتهِ إلا وشيءٌ يموت من جسدهِ