لعب الأهلي أمام الشبيبة الجزائري في دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا بالجزائر وكانت المباراة الأولي لفريق مصري في كرة القدم بعد أحداث لقاء 14 سبتمبر، وبدون شك أن المباراة كانت قوية نجح الشبيبة في الفوز بها بهدف صحيح، الأهلي لم يكن في حالته. لأن عدداً من لاعبيه اهتز تركيزهم بعد اهتمامهم بأشياء خارج الملعب. قد تكون كيفية المحافظة علي سلامتهم. الحقيقة أن وجود حسن حمدي رئيس الأهلي علي رأس بعثة الأحمر كان قراراً موفقاً وشجاعاً. فالرجل تعامل كمسئول مع حادث «الطوبة» التي قذف بها متعصب جزائري أتوبيس الأحمر. الرجل وضع الموضوع في حجمه وأشاد بالجانب الجزائري وبسرعة القبض علي المتعصب.. كما كان تحرك قيادات الرياضة في الجزائر ورئيس نادي الشبيبة السريع وتقديم اعتذار للأهلي أمراً يدل علي حرص الأشقاء في الجزائر علي أن تكون المباراة بداية حقيقية لفتح صفحة جديدة. والحقيقة أن كل القيادات الرسمية بالجزائر والصحافة هناك كانت حريصة جداً علي المحافظة علي سلامة وأمن بعثة الأهلي. وهذا يرجع إلي الانطباع لدي فريق الشبيبة من استقبال الإسماعيلية لهم والحفاوة والترحيب بالأشقاء.. بالإضافة إلي تأكيد مصر الرسمية علي كل المستويات بأن مباراة في كرة القدم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلحق الضرر بما هو أكبر من الملعب. الحقيقة المؤكدة أن رغبة عودة العلاقات الكروية وغيرها بين مصر والجزائر رغبة من الطرفين وقد لمست حرص الحكومة المصرية والصحف والفضائيات علي طي ملف الخلافات والعمل بكل الطرق علي تدعيم العلاقة التاريخية بين مصر وأشقاء في الجزائر. وأعتقد أن ما حدث في الجزائر لبعثة الأهلي أمر يمكن تجاوزه وبسهولة.. إذا كانت مدرجات الشبيبة يغلب عليها الحماس فهذا هو جمهور كرة القدم. إنه يماثل ألتراس الأهلي أو الزمالك في ملاعبنا.. وأعتقد أن المدرجات كانت متعصبة لفريقها وليست ضد الأهلي وهي أمور معروفة في عالم كرة القدم. الأحداث التي نتج عنها توقف المباراة قبل احتساب الحكم «كوكو» هدف الأهلي ثم عودته في ذلك هذه أمور تحدث في كرة القدم خاصة أن الكرة بالفعل تسلل.. أنا هنا أدعو جمهور الأهلي المتحمس وكل جماهير الكرة المصرية لاستقبال فريق الشبيبة الجزائري بالود والحب.. ولا أعتقد أن مصرياً سوف يعمل عكس ذلك.. نعم قد يكون بيننا متعصب غير راض عما حدث في الجزائر لفريق الأهلي من قذف أتوبيس الأحمر بالطوب.. لكن ليس من المنطق أن تهدد سلامة الإخوة فريق الشبيبة الجزائري مهما كانت المبررات. إصابة لاعب من هنا أو من هناك جريمة غير أخلاقية وجنائية. وأعتقد أن المصريين لا يرضيهم أن يكون بينهم من يقدم علي ذلك مهما كانت المبررات. وإدارة الأهلي وأمن مصر لديهما قناعة تامة بأنه من الضروري أن يكون استقبال الشبيبة بالقاهرة أمراً يليق بمصر ومكانتها وأيضاً بمكانة الجزائر في قلوبنا. أنا هنا أدعو المتعصبين من الشباب سواء الأهلاوية أو من أنصار الشبيبة الجزائري أن يكفوا عن وضع البنزين فوق النيران.. الحماس وحب قميص البلد وفريقه لا يعني التعرض للفريق المنافس مهما كانت المبررات. أنا هنا أدعو ابني عمر أحد أفراد ألتراس الأهلي وطالب الجامعة الأمريكية أن يعمل بكل الطرق علي تشجيع فريقه - كما يريد - دون إلحاق أي ضرر بالشبيبة الجزائري أو جماهير الفريق الجزائري. وأيضاً أناشد يوسف ابني وأحد أفراد شباب ألتراس الأهلي أن يقدم نفسه للضيوف.. وأن يعبر عن أصالة مصر وحضارتها ليس أمام الأشقاء فريق الشبيبة وجمهوره لكن أمام كل ضيوف المصريين.. إذا كانت جماهير الأهلي غاضبة من بعض لقطات الملعب.. فالحقيقة أن غضبها الحقيقي يجب أن يكون من فريق الأهلي الذي لعب مباراة دون تركيز. علي كل الأحوال.. المشهد الأول انتهي.. وقد نجح حسن حمدي بذكاء واضح في تقليل الخسائر.. والأهلي نال هزيمة مستحقة.. وفريق الشبيبة قدم مباراة رائعة وقوية ولم يكن أحد يتوقعها.. إذا علينا أن يكون الملعب واللعب النظيف والخطة هي أدوات حسم نتيجة المباراة.. مصر الرسمية تحركت.. في الإعلام.. الرسالة كانت واضحة.. كفي حرقاً للعلاقات العربية / العربية وخاصة بعد أن اتضح أن هزيمة الأهلي مستحقة. واحترافية الأهلي ونجومه تمنع تأثره بأي جو غير صحي للمباراة. وهذا يوضح أن تبريرات حسام البدري بشأن هزيمة الأهلي غير مقنعة. من ناحية أخري علمت «روزاليوسف» أن الخارجية المصرية والإعلام والداخلية تحركت بسرعة لوقف أي رد فعل ولو «إعلامي» تجاه ما حدث في الجزائر، خوفاً من خروج الموقف عن السياق العادي له.. وكان من أثر ذلك أن قام حسن حمدي بالتنبيه علي لاعبيه بعدم التعليق علي أحداث المباراة، مما يمنح تلك الجهات فرصة لنزع فتيل الأزمة قد تنشأ بين جماهير الكرة في البلدين.. خاصة أن أزمة الأهلي مع حكم ومراقب المباراة وليس الإخوة والمسئولين من نادي الشبيبة أو المشجعين بالجزائر. يذكر أن نبرة الهجوم والهجوم المضاد بين شباب المنتديات قد ازدادت. لكن حكمة الأهلي وقيادته ومصر الرسمية أعتقد أنها ستلعب دوراً كبيراً في إخماد الفتنة ونزع فتيل الأزمة وتهيئة الأجواء لاستقبال رائع للأشقاء من فريق الشبيبة الجزائري بالقاهرة.