تري ما هو الفرق بين "الفهم.. والادراك"؟ بين "التأصيل.. والتأويل"؟ بين " الدولة.. والنظام السياسي"؟ وهل هناك ثقافة مصرية أم هناك ثقافة في مصر؟ وتري ماهو المعني الحقيقي لكلمة "تنمية".. ومصطلحات كثيرة نلوكها ونستهلكها بشكل غريزي حتي تمكنت من وعي المصريين وتحولت الي "مشروع "ثقافي" متهتك وغير متماسك لايشكل مرجعية إنسانية ولا الثقافية لعموم المصريين الامر الذي يدفع بالمصريين من مختلف الفئات الاجتماعية الي العنف كرد فعل نوعي مفقود وثقافة مأزومة وملغومة.. في رحلة بحث المواطن المصري عن هويته وثقافته ووقوعه بين حجري رحي السلفية وما بعد الحداثة لوطن لم يمر لا بالسلفية ولا بالحداثة!! كيف نفهم المدرك؟ وندرك غير المفهوم؟ في مجتمع مأزوم ثقافياً يحكمه المتهوسون علي كافة الاصعدة! (دينياً وسياسياً وكروياً وفنياً).. هؤلاء المتهوسون دينياً يثورون لأتفه الاسباب: مثل اختفاء زوجة كاهن لم يحسن زوجها معاملتها ، أو يتوجسون ثم يخترعون الاساطير ويؤيدونها أو يعارضونها دون تمييز يذكر حتي لمعني الأسطورة مثل: التوريث!! والمتهوسون رياضياً يعيشون أزمة لاعب بسيط اسمه "جدو" شغل الرأي العام لأكثر من ستة شهور دون فهم حقيقي لاصل المشكلة؟ وانقسام الرأي العام الرياضي بين حكمين للقضاء الاداري بعدم أحقية سمير زاهر لرئاسة اتحاد الكرة.. ثم أحقيته لرئاسة الاتحاد؟ حتي كاد يتحول اتحاد الكرة الي حزب الغد والصراع علي رئاسته ما بين القضاء والقضاء.. والمتهوسون فنياً يعبدون الان مصطلح اسمه "حصرياً" عشرات المسسلات ومئات البرامج تحتاج (100) ساعة يومياً للمواطن لكي يتفرغ لمشاهدتها!! يحدث هذا الهوس في مجتمع لايدرك معني الثقافة والفنون.. وقطاعات واسعة منه تحرفها بما في ذلك فنانون "تائبون"!! رحم الله اسامة انور عكاشة في مسلسل "أرابيسك" حين هدم حسن ارابيسك الفيلا وتساءل في جنون: هل مصر فرعونية أم قبطية أم بيزنطية أم يونانية أم بطلمية أم عربية إسلامية؟ أم لاشيء من كل ذلك؟ وهل ما تربينا عليه من كتابات الراحل الكريم د.جمال حمدان، وكتابه الموسوعي "شخصية مصر" حقيقي ام افتراضات باحث ومفكر؟.. وإذا كانت حقيقية فهي إسطورة موقع جغرافي وليست دراسة بشر وثقافتهم إن وجدت؟ وإلا فليقل لي من يستطيع الاجابة: ما "زي" أو ملبس المصريين؟ هل هو الحجاب أم النقاب أم الملابس الافرنجية، أم الجلباب وغطاء الرأس "القمطة أو الجردة للنساء" والطاقية للرجال أو...أو...؟ ما مأكل المصريين؟ هل العدس والبصارة والكشري والخضار والارز والمكرونة واللحوم والبقوليات؟ ام الكباب والكفتة والمسميات الاخري للاكلات العثمانية؟ أم اسماء الاكلات الخليجية التي تعج بها مطاعم المهندسين والعجوزة؟ أم الهامبورجر والتشيكن.. إلخ من المطاعم الغربية والأمريكية؟ ما لغة المصريين؟ هل هي العامية المصرية؟ ام لغة "الشات" التي يتداولها الشباب في حياتهم اليومية؟ ام اللغة العربية الدارجة؟ ام الفصحي؟ أم الانجليزية أم..أم.. الخ؟ أم ان اللغة مجرد أداة تواصل لشعب يمر بمرحلة تهتك ثقافي بحيث يصرخ البعض الحقونا من "الوهابية"؟ وبصراحة هذا شيء مذل أكثر منه مؤسفاً.. فمع احترامي للوهابيين فانهم مجرد جماعة لايزيد عمرها عن مائة عام أو أقل فكيف تؤثر في شعب من المفترض انه شعب عريق صاحب حضارة (كما يرددون) لآلاف السنين؟ أو في المقابل يصرخ الطرف الاخر من "الأمركة" في وقت توجد بعض الاحياء في القاهرة عمرها أضعاف أضعاف عمر الولايات المتحدة!! هل يمكن استيعاب أن يؤثر هؤلاء سواء عبر (الامركة) ام (السعودة) علي شعب من المفترض ان لديه حضارة وهوية وثقافة، أم أن الامر عكس ذلك كون المصريين تعايشوا مع هجين من الثقافات والحضارات والهويات دون تبلور ثقافة او هوية معينة لهذا الشعب العريق في التكيف؟ لا يمكن إرجاع حالة اللامبالة والبلادة والاهتزاز لعوامل سياسية ترتبط بالنظام السياسي مثلما يردد بعض المعارضين الكسالي فكرياً! كما لا يمكن تأصيل حالة التدين الشكلي التي يعيشها المصريون إلا إلي فقدان المصريين الرجاء في كل ماهو أرضي وإقتصار بحثهم عن الحقيقة في كل ماهو أخروي! لابد من فهم ان لجوء المصريين للمسجد والكنيسة يعود لكونهما المؤسستين الاقدم.. فعمر الكنيسة يفوق الالفي عام وعمر المسجد يتجاوز الاربعة عشر قرناً ، في حين ان عمر الدولة المدنية يتجاوز المائتي عام بقليل وعمر المجتمع المدني المصري لايتجاوز الاربعين عاماً!! تري من نحن؟؟