تمتلك مصر كل عناصر النجاح، وكل أدوات الازدهار ونمتلك أيضاً حينما نريد إرادة التغيير.. كما نمتلك أيضاً مركزاً متقدماً بين الدول التي تعاني من الفقر ومن البطالة (وهذا معلن) كما نمتلك قوي ضغط سياسي سواء من الداخل كمعارضة (أحزاب بلا قوام) وحركات غير منظمة، وجماعة محظور نشاطها بحكم القانون والدستور!! كما نمتلك أيضاً قوي ضغط سياسي من خارج الوطن علي أجندات معروفة ومحسوبة، ولهم أيضاً مساعدون في الداخل إما ملتحفون بالدين أو بأيديولوجيات غريبة عن مجتمعنا وكلهم يسعون لقلقلة الاستقرار تحت دعوي امتلاكنا لهذه الآفات الاجتماعية والاقتصادية في الوطن.. هذه المعادلة الصعبة من وجهة نظر كثيرين، إلا أنها معادلة طبيعية يعيشها أي مجتمع في القرن الواحد والعشرين سواء كان تصنيف هذا المجتمع من العالم الأول أو من العالم الثالث والنامي! ولعل الإدارة أو الحكومات الرشيدة هي الحل الأمثل لحل مثل هذه المعادلة الصعبة في نظر «قصيري النظر» حيث إن مثقفي هذا الوطن يعلمون أن المعادلة طبيعية وسهل حلها فقط بإدارة رشيدة لشئون وعناصر الحياة في المحروسة. نحن في أشد الاحتياج لإدارة تنفيذية تقترب من فكر وثقافة شعب مصر، إدارة تنفيذية تمتلك أدوات الإدارة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مع انتماء قوي للطبقات الأوسع انتشاراً في الأمة، وكذلك طبقات الشعب الوسطي المنوط بها قيادة الوطن في الإبداع والتفوق وأيضاً التميز في شتي مجالات الحياة. لا يمكن أن نتخيل أن أصولنا الرأسمالية في مصر لشعب يقترب عدده من ثمانين مليون نسمة يتمتع بثروات هائلة من الثقافة والحضارات القديمة، وشباب أكثر من 60% من تعداد السكان، يمكن توجيههم لخير الوطن وتعليمه وتسليحه بأحدث الأساليب العلمية من (حيث انتهي الآخرون) لدينا متسع من المشروعات الوطنية الكبري، وهي ما كان يطلق علي أقل من أحدهما حجماً (بالمشروع القومي)! لدينا طاقة بشرية محترمة لم نستخدمها ولم نوجهها التوجيه الصحيح، تتمتع بموقع جغرافي عبقري (كما جاء في وصف مصر) يتضمن الوطن بحاراً وبحيرات ونهراً عظيماً ومخزون مياه جوفية لم يتحدد لليوم حجمه أو مخزونه الاستراتيجي وأراضي شاسعة صالحة للزراعة لم يستغل منها أكثر من 5% من سطح أرض مصر، ومناخاً معتدلاً لا يحمل مفاجآت ولم ندخل في أحزمة براكين أو زلازل أو عواصف!! ومخزوناً حضارياً قديماً يرجع لظهور الإنسان الأول علي الأرض مع حضارة قديمة أصيلة المنشأ والهوي مصرية فرعونية!! ومهبط رأس «سيدنا موسي» عليه السلام في أراضي مصر الطيبة - وهي مهبط أسرة (المسيح) عليه السلام - وهي ما قال عنها رسول الله (محمد صلي الله عليه وسلم) (خير أجناد الأرض) وزوجة الرسول عليه السلام، وأم ابنه الوحيد (إبراهيم)، سيدتنا «مارية» القبطية من صعيد مصر، وسبقتها السيدة «هاجر» زوج سيدنا «إبراهيم الخليل»، عليه أفضل الصلاة والسلام أبو الأنبياء من قلب مصر! كل هذا وذاك وممتلكات الوطن قديماً وحديثاً ومستقبلاً، ماذا ينقص مصر، لكي تنجح وتزدهر، أعتقد كما جاء في عنوان مقالي «نحتاج لحكومة رشيدة»!!