الطريق الوحيد للنمو والاضطراد في تقدم الأمة هو أن تعمل بنظام الفريق الواحد في كل مناحي الحياة فمصر الوطن يمتلك من أدوات التقدم كل عناصر النجاح، نمتلك أرضاً شاسعة لم تستغل وسماء صافية وبحارًا وبادية وحضرًا وبحيرات ونهر نيل عظيمًا ونمتلك طاقات بشرية هائلة!! نمتلك أيضاً الإرادة القوية (حينما نريد)!! ونمتلك ناصية الأمور في منطقتنا العربية والشرق أوسطية ولنا مصداقية عالمية دولياً، نمتلك عمقاً حضارياً وثقافياً ليس له مثيل بين أمم الأرض كلها!! نمتلك منابر الأديان المسيحية والإسلامية وكذلك اليهودية وقصص الأنبياء تشير إلي أن أرض الكنانة كانت دائما مهبطًا وملجأ للأسرة المقدسة (السيدة مريم العذراء وابنها المسيح سيدنا عيسي عليه السلام) وأيضاً هي موطن ولادة سيدنا "موسي" عليه السلام، وهي وطن إحدي زوجات سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء السيدة (هاجر) وأيضاً وطن زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأم ابنه الوحيد (إبراهيم) ومصر هي الموصوف أهلها من الرسول عليه الصلاة والسلام بأنهم خير جند الله علي الأرض وذكرت "مصر" في القرآن الكريم لأكثر من ثلاث عشرة مرة، «فمصر» هي المنارة والفنارة والمنبر والأزهر والكنيسة والمعبد!! ماذا ينقصنا؟ ماذا ينقص هذا الوطن لكي نستفز طاقاته ويرفع بمعدل النمو في أرجائه؟ لاشك بأن «مصر» ستظل محروسة بإذن الله وإرادة شعبها!! ولا شك أيضاً بأن كل الأنشطة التي تزاولها القيادة السياسية في مختلف مراحل الحياة السياسية ومع اختلاف التوجهات، واختلاف الرأي حولها إلا أنها جميعها تهدف لرفعة مستوي الوطن!! والعمل علي تشابك مصالحه مع المصالح العالمية فالعالم أصبح قرية واحدة وما يؤثر علي شعب في الطرف الآخر من الكرة الأرضية له تأثير علي الوطن إيجاباً أو سلباً، تبعاً لنوعية الحدث،ولعل ما يحدث من تطرف في "أفغانستان" أو "الباكستان" أو "الصومال" او "دارفور "وكذلك ما يحدث علي حدودنا الشرقية مهما كانت تسمياتهم فهي تشكيلات عصابية تأخذ عناوين دينية إسلامية ولعل التورط في أحداث 11 سبتمبر 2001، وما أعقب ذلك من آثار سالبة علي أمة المسلمين، وتغيير في خرائط العالم والمواقف العدوانية المتوالية علي الإسلام عامة والعرب خاصة. كل ذلك الطيب منه والرديء، يتطلب من المصريين ونحن أصحاب ميزة منفردة كما سبق وعرضنا في مقدمة هذا المقال، ان يخرجوا من إطار (العبث) و( اللغط) الذي ساد المجتمع في المحروسة بين مثقفين ومتعلمين ومسئولية!! وأن نعمل علي أن نجتمع مرة أخري علي قلب رجل واحد، واضعين وسط أعيننا المصلحة العليا للوطن. وتكون الرغبة والتحدي للنمو وازدياده، وإخلاء الصدور من الضغائن والحقد وإنهاء حالة النزاع والتشاجر اليومي بين فئات المجتمع حيث أصبح الفاقد في الجهد والوقت قائمًا علي حساب تقدم الوطن وازدهاره لا سبيل لنا إلا بالخروج من حالة "العبث" التي نعيشها وأن نتقي الله في هذا الوطن!!