أبدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا بالقرب من موقع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر عام 2001، مؤكداً خلال حفل إفطار أقامه في البيت الأبيض أمس الأول الجمعة أن للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شأنهم شأن أي شخص آخر في الولاياتالمتحدة. ويأتي موقف أوباما في ظل حالة الجدل التي تشهدها الولاياتالمتحدة بشأن بناء المسجد حيث يرفض البعض تلك الخطوة متهمين الإسلام بأنه هو الذي كان وراء تدمير برجي التجارة وبالتالي لا يجب بناء مسجد مكانهما، في حين يدافع البعض الآخر عن بناء المسجد في إطار حرية الأديان والعبادات. ودافع أوباما عن بناء مسجد باسم حرية المعتقد التي يكلفها الدستور الأمريكي قائلاً "هذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية علي ملكية خاصة في مانهاتن، وفقا للمراسم والقوانين المحلية"، مؤكداً أن الالتزام بالحريات الدينية دون استثناء من السمات المميزة للولايات المتحدة. وشدد أوباما خلال كلمته، قائلاً إنه يتحدث كرئيس ومواطن علي رسالة التسامح والانفتاح، مشيراً إلي أن أول إفطار بالبيت الأبيض استضافه الرئيس الأسبق، توماس جيفرسون، منذ أكثر من مائتي عام، قائلاً إن الولاياتالمتحدة سبق أن شهدت جدلاً في السابق حول بناء معابد يهودية وكنائس كاثوليكية. ويأتي دعم الرئيس الأمريكي، بعد رفض لجنة المباني في مدينة نيويوركالأمريكية منح ترخيص لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا بالقرب من موقع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، الثلاثاء الماضي. وقد اجتذبت خطط بناء المركز بالقرب من المنطقة المعروفة باسم "الأرض صفر"، الكثير من الجدل في الولاياتالمتحدة، خصوصا بعد أن قال بعض قادة الجالية الإسلامية في المنطقة إن المسجد يمكنه أن يوفر فرصة لتحسين التواصل والعلاقات بين الأديان. كانت بعض الأصوات المحلية قد عارضت علناً إقامة مسجد للمسلمين في المنطقة، علي خلفيات دينية، بينما رفض البعض الآخر الاقتراح بحجة الحفاظ علي الموقع لأسباب تاريخية، باعتباره من المباني التي شيدت قبل أكثر من قرن ونصف القرن. من جهة أخري طلبت جمعيات مسلمة في الولاياتالمتحدة من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادي أي اعمال عدائية ضد المسلمين، بسبب تزامن عيد الفطر مع الذكري السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر 2001. وقالت متحدثة باسم المجلس الاسلامي للشئون العامة ومقره في لوس انجلوس ان قوات الأمن الأمريكية تلقت إرشادات تطالبها بالبقاء علي اهبة الاستعداد علي امتداد الاراضي الأمريكية تحسبا لأي أعمال عنف خلال عيد الفطر. وأشارت ايدينا ليكوفيتش الي ان هذا الامر صدر بسبب وجود "جو متنام من العداء للاسلام" تصاعدت حدته في الاشهر الاخيرة، مشيرة خصوصا الي الاحتجاجات علي بناء مركز اسلامي ومسجد في مانهاتن في موقع قريب من البرجين اللذين دمرتهما اعتداءات 11 سبتمبر. وقالت ليكوفيتش "نلاحظ احتجاجات كثيرة أمام بعض المساجد تنظمها مجموعات معادية للاسلام". وأضافت: ان "الاجراءات وقائية في المرحلة الحالية لأن هناك عددا كبيرا من المساجد في البلاد، التي تشعر بالقلق علي جالياتها وتريد التأكد من اتخاذ تدابير وقائية وتعزيز القانون في حال حدثت اي مشكلة تحتاج الي معالجة". وشددت ليكوفيتش علي ان رمضان وعيد الفطر يجريان بدون حوادث في الولاياتالمتحدة عادة، موضحة ان "المسلمين يحتفلون بهما بسلام".