بقلم : الأنبا موسى بنت السيدة العذراء حياتها علي فضائل أساسية وبدونها صعب أن يخلص الإنسان، أو أن يكون له حياة أبدية، أو يقتني المسيح في أحشائه كما اقتنته السيدة العذراء في أحشائها، وهذه الفضائل الأربع هي: 1- فضيلة النعمة. 2- فضيلة الحوار. 3- فضيلة الاتضاع. 4- فضيلة التسليم. 1- فضيلة النعمة: قال لها الملاك: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" كلمة (نعمة = خاريس).. أصل الكلمة يقصد "فعل الروح القدس".. فعندما يملأ روح الله الإنسان يملأه من النعمة. فالسيدة العذراء: في الهيكل إما أن تصلي أو تقرأ.. أو تخدم الذبيحة بطريقة ما، هذه الثلاث وسائط التي تملأنا نعمة. نصلي كثيرًا.. نقرأ الإنجيل كثيرًا.. نتحد بذبيحة الأفخارستيا، هذه هي النعمة وسكني الروح القدس والمصاحبة الربانية للإنسان. ألا يقال إنه: "يوجد صديق ألزق من الأخ" المسيح يحب أن يكون صديقًا لنا وساكنًا بداخلنا، والمسيح لا يسكن بداخلنا إلا بعد أن يملأنا بالنعمة أولاً.. ألم يسكن داخل العذراء بعد أن ملأها نعمة. ونتغذي أيضاً من خلال الأسرار المقدسة "لأن من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" الصلاة خبز والكتاب خبز والتناول خبز. والإنسان يشبع من خلال هذه الثلاثة أنواع من الخبز الروحاني. 2- فضيلة الحوار: لم يكن هناك تعامل مع الله علي أنه ساكن بالسماوات، ونحن هنا علي الأرض وبيننا وبين الله مسافة كبيرة، ولكن السيدة العذراء أحست أن الله أبوها، وبدأت تقيم حواراً معه، فحتي عند بشارة الملاك لها بأنها ستحبل وتلد ابناً كانت تستطيع أن تصمت علي الأقل خوفاً ورهبة، ولكنها بدأت تسأل: "كيف يكون لي هذا؟" وكان رد الملاك لها محاولاً أن يوضح لها ويفسر ذلك. "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك..." وكان سؤال العذراء استفساريا في حوار بنوي، وليس حوارًا فيه روح الشك، فالعذراء كان بينها وبين الله دالة، ما أحلي أن تكون موجودة بينك وبين ربنا يسوع هذه الدالة البنوية. نحن لا نريد أن نتكلم والله يسمع فقط، ولكن الله أيضاً يتكلم وأنت تسمع "تكلم يارب فإن عبدك سامع" بيننا وبين ربنا حوار.. مناجاة.. محادثة. 3- فضيلة التواضع: عندما أعلن لها الملاك أنها ستكون أمًا لله كان ردها "هوذا أنا أمة الرب" أمة.. عبدة.. خادمة.. تواضع لا مثيل له من السيدة العذراء، تواضع حقيقي.. نعم فأنت تضع في يا رب وتعطيني من محبتك، ولكن ما أنا إلا خادمة.. هل عندنا هذا التواضع الذي يحول الأم إلي أمة؟ كلما انكسر الإنسان أمام الله كلما انتصر علي التجارب، فالانكسار أمام الله، هو طريق الانتصار، من يتواضع يرفعه الله "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتواضعين". وكانت السيدة العذراء كلها وداعة، وكلها تواضع، فهي سمة ظاهرة جداً في حياة السيدة العذراء. 4- فضيلة التسليم : كانت هذه الفضيلة عجيبة ومؤثرة "ليكن لي كقولك"، تسبب لكِ متاعبِ.. يشك فيك يوسف.. لتكن مشيئتك يا رب.