تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية هذا اليوم بزيارة العذراء مريم لأليصابات ان بساطة السيدة العذراء ووداعتها ظهرت بعد البشارة عندما قال لها الملاك ان "اليصابات نسيبتك هي حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا" لو 1:.36 قامت بسرعة في بساطة إلي الجبل وذهبت إلي اليصابات ومكثت عندها ثلاثة أشهر تخدمها انها في بساطتها ووداعتها لم تنظر إلي مكانتها باعتبارها أم الملك وهي التي تذهب إلي أم خادم الملك وتخدمها. انها بساطة الروح ووداعة القلب التي تعيش بها والتي عبرت عنها في تسبحتها بقولها "لأنه نظر إلي اتضاع أمته" لو 1:49 وأننا نضع هذه الزيارة الجميلة الروحية وما تحتويه من كلمات في أربع نقاط: * خطرت حمامة في بيت زكريا. * فأستقبلتها اليصابات بكلمات روحية. * وسبحت العذراء بكلمات طوبانية. * ومجدت الله في صفاته الالهية. ان هذا اللقب للسيدة العذراء مريم انها الحمامة الحسنة لقب معروف عنها وهذا يرجع إلي ما في الحمامة من صفات تتمثل بوضوح في فضائل السيدة العذراء مريم فاستقبلتها اليصابات بترحاب شديد ونطقت بالروح القدس بكلمات روحية ايمانية تعبر عن أمور كثيرة حيث قالت "من أين لي هذ ان تأتي أم ربي إلي. فحين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" لو 1:.45 إذ امتلأت اليصابات من الروح القدس وهي بهذا تعلن عن ان الجنين في بطن العذراء مريم ابنة يواقيم هو الله الكلمة الذي يسجد له وسجد له يوحنا في بطنها بابتهاج فهو من تجسد له كل ركبه ما في السموات وما علي الأرض وما تحت الأرض فطوبي لمن آمنت أن يتم ما قيل من قبل الرب فهي تعطي الطوبي للعذراء مريم قبل أن تنطق أم الله بقولها: "فهو ذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" لو 1:.48 فالسيدة العذراء مريم وضعت في تسبحتها هذه المعاني الروحية كالجواهر واللآليء والمملوءة بالسمو تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي فهي تتكلم عن العظمة الحقيقية والابتهاج الحقيقي والخلاص المحقق في المسيح جميع الأجيال تطوبني: انه ليس خلاصا محصورا في أيام أو في زمن محدد إنما هو لجميع الأجيال وكلما يأتي جيل ويتمتع بخلاص المسيح المولود من العذراء ينطق لسانه بتطويبها وتتحقق نبوءتها في ان جميع الأجيال تطوبها ولو نظرنا انها مطوبة وسعيدة فهذا يرجع إلي أسباب كثيرة.. فهي سعيدة لأنها ولدت ببشارة لولديها وكرست حياتها وعاشت في الهيكل وتقبلت البشارة من الملاك جبرائيل بالحبل الالهي وسعيدة لأنها حملته وولدته وصارت له أما بكل ما تعني الكلمة من كلمة أمومة وربته وأرضعته وعاشت معه في خدمته ورأت معجزاته وسمعت عظاته ووقفت عند الصليب وعاينت القبر الفارغ وسعيدة لأنها عاينت مجد قيامته من الأموات ورأته بعد قيامته وهي سعيدة لأنها كانت مع التلاميذ علي جبل الزيتون لأنها جلست عن يمين الملك ولأنها ستكون معه في المسجد ومجدت الله في صفاته الالهية وقالت في تسبحتها لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته إلي جيل الأجيال للذين يتقونه. انها تسبحة طوبانية من لسان العذراء المطوبة يظهر فيها عمل الله وصفاته ومحبته التي أتي إلي العالم ليخلصه نسبحه ونمجده ونزيده علوا إلي الأبد.