تصاعدت أزمات العاملين في شركات حليج الأقطان البالغ عددهم نحو 5 آلاف عامل نتيجة لتدهور الأوضاع في الشركات وعدم قدرتها علي سداد المستحقات المالية للأيدي العاملة بها. ووصلت حالة الخلاف المستمر بين الإدارة والعمال إلي ذروتها في اليومين الماضيين داخل شركة النيل لحليج الأقطان والتي استمر عمالها في الاعتصام بفروع الشركة المختلفة لعدة أيام للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتمثلة في العلاوات الاجتماعية والدورية والمرتبات المتأخرة. واضطر العمال لممارسة ضغوط علي إدارة الشركة التي يرأس مجلس إدارتها سيد الصيفي، وتقدموا ببلاغات جماعية ضد الإدارة إلي النائب العام وحرروا محاضر حول أزمتهم. ورغم المفاوضات التي قادتها نقابة العاملين بالغزل والنسيج للوصول بالأزمة إلي بر الأمان إلا أنها لا تزال تسابق الزمن لمحاولة احتواء أزمات جديدة قد تنشب خلال أيام داخل شركات حليج الأقطان الأخري ومصانع الغزل والنسيج وفي مقدمتها شركة الدلتا لحليج الأقطان التي دخلت اللجنة النقابية بها في اعتصام ضد تعسف الإدارة في صرف حقوق العمال. وقال عبد الفتاح إبراهيم أمين صندوق نقابة العاملين بالغزل والنسيج والمسئول عن ملف شركات حليج الأقطان بالنقابة إن الشركات تعاني من أوضاع سيئة أدت إلي خسارتها متهماً الحكومة بمسئوليتها عن هذه الخسائر حتي تتخلص من الشركات وتتم تصفيتها. وأشار إلي أن بعض إدارات الشركات تسعي إلي تخفيض المزايا المالية التي يحصل عليها العمال ومن بينها شركات قطاع أعمال عام وذلك رغم صدور تعليمات من قبل محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل إلي جميع رؤساء الشركات بالاستمرار في صرف نفس الحوافز والمزايا التي يحصل عليها منذ سنوات عديدة بهدف تحقيق الاستقرار بها. ولفت إلي أن نقابة الغزل تقود حملة للحفاظ علي المزايا التي يحصلون عليها العمال دون النظر إلي تحسين أوضاعهم في ظل ما تعانيه الشركات من خسائر مطالباً في ذات الوقت بضخ استثمارات في هذه الشركات لإعادة هيكلتها مالياً وإدارياً. وحول أزمة شركة النيل لحليج الأٍقطان كشف عن أن إدارة الشركة أرسلت منشورات إلي فروع الشركة في محالج المنيا والغربية تعلن فيها موافقتها علي صرف العلاوة الدورية وضم علاوة عام 2005 إلي المرتب وذلك بعد الضغوط التي تعرضت لها من قبل العمال مؤكداً أن النقابة ستتفاوض حول العلاوة الاجتماعية التي لم يحصل عليها العمال حتي الآن. وعلي صعيد توتر الأوضاع في شركة الدلتا لحليج الأقطان تدخلت الشركة القابضة للغزل والنسيج برئاسة المهندس محسن الجيلاني إذ تم عقد اجتماع مع أعضاء اللجنة النقابية الذين هددوا بتصعيد الأمور في حالة إصرار إدارة شركتهم علي عدم صرف مكافأة شهر رمضان لهم. وحصل محمود بدوي رئيس اللجنة النقابية في شركة الدلتا علي وعود من الجيلاني بصرف جزء من المكافأة لهم اليوم علي أن يقوم أعضاء اللجنة النقابية بتهدئة الأجواء وفض الاعتصام لضمان استمرار العملية الإنتاجية بالشركة. وأرجع بدوي سبب الأزمة إلي محاولة يحيي شاهين رئيس مجلس إدارة الشركة تخفيض حجم الخسائر لكن لا يمكن أن يتم ذلك علي حساب مستحقات العمال مشيراً إلي أن الشركة القابضة رفضت تحمل أعباء فوائد الديون الخاصة بشركة الدلتا. يأتي ذلك في الوقت الذي تسعي فيه شركات الحليج إلي زيادة أجر حليج القطن بهدف توفير سيولة مالية تساعدها علي الاستمرار في العمل وصرف أجور عمالها.