أعلن البيت الأبيض أمس الأول استمرار الجيش الأمريكي في خططه بإنهاء عمليات القتال في العراق بنهاية شهر أغسطس الجاري، وتقليص الوجود العسكري الأمريكي هناك إلي 50 ألف جندي. وأكد أنتوني بلينكن، مستشار نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) لشئون الأمن القومي، أن انسحاب القوات الأمريكية نهاية 2011 «حاصل لا محالة»، موضحًا: «سنفعل في العراق ما يفعله في العديد من دول العالم التي تقيم معها علاقات في المجال الأمني، تشمل بيع تجهيزات عسكرية أو تدريب للقوات». وأضاف بلينكن أن الولاياتالمتحدة سوف تستحدث «مكتبًا للتعاون الأمني» داخل سفاراتها في بغداد سيكون همزة الوصل بين الجيش الأمريكي والقوات العراقية، مشيرًا إلي أن قوات بلاده في العراق بعد 2011 ستكون بضع عشرات أو مئات من الجنود تقتصر مهمتهم علي تدريب القوات العراقية. يأتي هذا ردًا علي إعلان رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أن القوات العراقية لن تكون قادرة تمامًا علي تولي الملف الأمني قبل 2020، مؤكدًا أن الجيش العراقي سيكون بحاجة للدعم الأمريكي حتي ذلك الحين. بدورها بدأت وزارة الخارجية الأمريكية جهدًا دبلوماسيا لتعزيز العلاقات مع العراق، ونقلها إلي مجالات أوسع، وتحويلها من علاقات أمنية إلي شراكة بقيادة مدنية مبنية علي قضايا مشتركة، حسبما صرح جون سلافي المتحدث الرسمي باسم دائرة الشرق الأدني وشمال أفريقيا في الخارجية الأمريكية. من ناحية أخري، توقع اللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد، أن تصعد الجماعات المسلحة من هجماتها مع اقتراب سحب الآلاف من الجنود الأمريكيين نهاية الشهر، مؤكدًا أن «المجاميع الإرهابية سوف تسعي بكل طريقة إلي إثبات الوجود والتأثير علي الوضع باستهداف البني التحتية والمنشآت الحكومية». إلي ذلك اعتبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أمس الأول أن الانفجار وأعمال العنف والاغتيالات التي شهدتها البلاد مؤخرًا هي «حرب مفتوحة علي العراق».