أبدي أعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» قلقهم البالغ بشأن اللهجة الجديدة للرئيس الامريكي باراك اوباما مع الجانب الفلسطيني فيما يخص المفاوضات المباشرة مع اسرائيل ، مؤكدين أن هذه اللهجة يرفضها الجانب العربي تماما. من جانبه قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس انه من غير المقبول ما تناقلته وسائل الاعلام في الايام الاخيرة من تهديدات امريكية علي لسان اوباما لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اذا لم يوافق الاخير علي بدء المفاوضات مع اسرائيل رغم عدم احراز أي تقدم ملموس علي صعيد المفاوضات غير المباشرة . واشار شاكر الي ان اوباما لم يبد ردا واضحا علي مطالب اللجنة العربية المشرفة علي تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي اعتبرت تلك المطالب مقدمات يجب تحقيقها قبل البدء في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل خاصة انها تتعلق بأمور بالغة الاهمية مثل حدود الدولة الفلسطينية المتفاوض عليها وكذلك الشكل الذي سيكون عليه تبادل الاراضي وايضا وضع اللاجئين الفلسطينيين وبالتأكيد عودة جميع الاراضي التي احتلت عام 67 مقابل السلام . واضاف رئيس المجلس المصري أن المعني بدراسة السياسات الخارجية والاوضاع الدبلوماسية يجد ان الامل ضعيف في ان تسفر الجهود المبذولة سواء من الجامعة العربية او من الولاياتالمتحدة عن بدء مفاوضات مباشرة بين طرفي هذا النزاع التاريخي بسبب فشل اوباما في اعطاء الضمانات للفلسطينين وغموض الموقف الاسرائيلي فيما يتعلق بالنقاط محل الشد والجذب حيث لم يبد أي مسئول اسرائيلي رغبته في مد مهلة وقف الاستيطان بعد انتهائها في سبتمبر المقبل ، لافتا الي ان اوباما ألقي بالكرة في ملعب ابومازن ليبدو كأنه فعل ما ينبغي عليه فعله وليتحمل رئيس السلطة الفلسطينية عواقب فشل التوصل الي مفاوضات مباشرة رغم ان اوباما لم ينجح في تطمين الفلسطينيين فيما يتعلق بالضمانات وهو ما يعد توريطا لأبومازن خاصة ان اسرائيل لها سوابق تاريخية ماطلت فيها لتسويف الحلول ومن ثم كسب اكبر وقت ممكن لبقاء الوضع كما هو عليه. وشدد شاكر علي ضرورة ممارسة الولاياتالمتحدة الضغط علي اسرائيل للحصول علي ضمانات قبل بدء المفاوضات بدلا من ممارسة التهديدات علي الفلسطينيين مشيرا الي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول ان يظهر في صورة المُلح علي بدء المفاوضات ليكمل المسلسل الذي بدأه اوباما بالقاء الكرة في ملعب ابومازن ، كما شدد علي توحيد الصوت الفلسطيني لتفويت الفرصة علي اسرائيل بالتحجج بوجود اكثر من قوه في الداخل الفلسطيني يدور بينها القرار. فيما قال السفير سيد ابوزيد مساعد وزير الخارجية الاسبق ان كلمة تهديد من الممكن ان نتخلي عنها قليلا اذا ما اعتبرنا لهجة اوباما نصيحة مشددة حتي لا يخسره الجانب العربي في الوقت الراهن لافتا الي ان الاهم في الامر ان ما يقال بشأن مفاوضات غير مباشرة او مباشرة ماهي الا شكليات ومظاهر انتهزتها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة في تسويف الحلول وإخماد الجهود وابقاء الوضع علي ماهو عليه لاكبر وقت ممكن ومما يدل علي ذلك ان العرب واسرائيل عقدوا اكثر من مفاوضات مباشرة دون احراز أي نتيجة بسبب عدم وجود نية اسرائيلية وكذلك دولية في وجود دولة فلسطينية كاملة وتركزت جميعها علي وجود مجرد دولة مبسترة تخضع للهيمنة الاسرائيلية وغير قادرة علي التصرف وشدد ابوزيد علي ضرورة ان يبحث العرب عن بدائل في حالة الفشل المتوقع لبدء المفاوضات المباشرة سواء كانت بدائل سياسية دبلوماسية او حتي بدائل عسكرية لاسترداد الارض المحتلة منذ عام 1967 إذ نجحت اسرائيل منذ ذلك الحين في تخدير الجانب العربي ومماطلته باسلوب ممنهج مثلما تفعل حاليا فيما يسمي بلعبة المفاوضات المباشرة. واضاف: علي العرب ان يجهزوا انفسهم للجوء الي مجلس الامن في حالة فشل المفاوضات المباشرة كما سبق واعلنت مصر علي لسان وزير خارجيتها احمد ابوالغيط منذ اسابيع الذي أقلق اسرائيل كثيرا لما مثله من تصعيد مصري ونفاد صبر السياسة الخارجية المصرية ، مضيفا انه من المتاح ايضا اللجوء الي الجمعية العامة للامم المتحدة ثم الي عقد اجتماع عربي فقط للاعلان عن عدم نية العرب في المضي في سلام مع كيان مثل اسرائيل لا يريد السلام وان يكون القرار الأخير مجمعا عليه من الدول العربية والاسلامية وكذلك دول عدم الانحياز حتي لا يأخذ القرار طابعا دينيا. الي ذلك رفض ايضا السفير فتحي الشاذلي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية لغة باراك اوباما مع ابومازن خاصة ان الاخير مفوضا من العرب في اتخاذ قرار الدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل التي لا يتوقع لها النجاح بسبب انعدام الثقة في الجانب الاسرائيلي وكذلك بسبب الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ، مشيرا الي ان اوباما أظهر الوجه الحقيقي وبرهن علي ان الولاياتالمتحدة لها من السياسات ما لا يمكن لشخص واحد ان يغيره او يعارضه كما انه يحاول كسب اكبر قدر من التأييد قبل انتهاء مرحلة انتخابه الاولي وتحسين صورته لدي اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالامريكية.