وكأنه أراد أن يفاجئنا بتغييرات جذرية في منهج حزبه السياسي قال النائب محمد مصطفي شردي المستشار الإعلامي لحزب الوفد إن الحزب أعد خطة موسعة متكاملة تحدد ملامح الخطاب مع الشارع المصري خلال الفترة المقبلة.. وأضاف «نحن لن نتحدث في غرف مغلقة بعد الآن». وأشار شردي خلال حواره مع «روزاليوسف» إلي أن هناك بعض المحاولات والممارسات التي تصدر عن أناس داخل الوفد لا تصب في مصلحة الحزب بالمرة، مثل أن يظن بعضهم أنه قد يغير الأمر الواقع أو يعطل مسيرة الوفد. ووعد شردي بأن يتخذ حزبه أقسي القرارات ضد النائب عمران مجاهد المنضم حديثاً في حال ما إذا ثبتت ضده الاتهامات الخاصة بقرارات العلاج علي نفقة الدولة. بداية ما تقييمك لمرحلة الشهرين الماضيين اللذين تولي فيهما السيد البدوي رئاسة الوفد؟ - بعد نهاية انتخابات الوفد في 28 مايو الماضي بدأنا العمل مباشرة دون أن ننتظر، فالبدوي كانت لديه خطة واضحة للعمل من خلال فتح «بيت الأمة» واستقبال الأعضاء الجدد في الحزب بجانب العمل علي تطوير اللجان داخل المحافظات وإعادة تشكيل اللجان التي تحتاج إلي ذلك، وبالتالي فإن الحزب بدأ يعود إلي مكانته السياسية الحقيقية علي الساحة بدأ رأي الحزب يتبلور في الظهور بوضوح. ولماذا تلاحقكم اتهامات بأنكم تريدون محو تاريخ رئيس الحزب السابق؟ - هذه أقوال غير صحيحة فنحن نحترم محمود أباظة ونقدر دوره وما قدمه للحزب وسوف نستكمل العمل علي ما بدأه أباظة ولكن قد تختلف الاستراتيجيات والأولويات ولكننا لن نمسح إنجازات رجل نحترمه جميعاً أو حتي ننكر ما حققه. ذكرت أن الوفد بدأ يعود لمكانته لكن هناك أقوالاًَ بأن عودته قاصرة علي وسائل الإعلام فقط؟ - الإعلام لا يخترع المادة التي تنشر أو تبث من خلاله وإنما هي أشياء تنقل عن الحزب بما يعني أن هناك تحركات جادة داخل الحزب ومحسوسة وظاهرة.. خاصة أن د. السيد البدوي كان قد تعهد بأن يحاسبه الأعضاء بعد 18 شهراً والجميع يشهد بأن الحزب شهد حراكاً لم يعهده من قبل خلال فترة لم تتجاوز 4 أسابيع فقط.. فضلاً عن أن الإقبال علي عضويات الوفد يؤكد انعكاس ما يحدث داخل الحزب علي الشارع المصري.. لكن نحن بحاجة إلي بناء التنظيم الداخلي قبل الانطلاقة الكبري. وماذا تقصد بالانطلاقة الكبري؟ - لدينا خطة مدروسة ومتكاملة من جميع النواحي، سواء إعلامياً أو إعلانياً بغرض تحديد ملامح الخطاب المستخدم مع الشارع المصري وهذه الخطة عكف عليها أكثر من 20 شخصاً لإنهائها، سواء كانوا إعلاميين أو متخصصين في التسويق أو أصحاب رؤية إعلامية وإعلانية متخصصة، فضلاً عن كوني أحد العاملين بهذا المجال منذ سنوات طويلة. وهل تمت الاستعانة حقاً بخبير من جنوب أفريقيا خلال إعداد هذه المرحلة ترويجاً للحزب؟ بالفعل تم الاستعانة به بجانب خبراء متخصصين في التسويق والحملات الدعائية العامة. كما تم التعرض لكثير من الدراسات والاستطلاعات خلال فترة الإعداد للحملة إذ تمت دراسة تاريخ الحزب وبرنامجه حتي يتم وضع خطوط عريضة للتحرك فسيكون التحرك علي موجات متفرقة، وأسباب ومناسبات مختلفة، كما تم تحديد الجمهور المستهدف وتعد هذه هي المرة الأولي التي نتحرك فيها بهذا العمق الذي تمت فيه مراعاة جميع التوقيتات. وماذا كان رأي المواطنين في هذه الاستطلاعات؟ - هذه الأمور تكون استرشادية لكن سيتم عمل استطلاع موسع بعد 6 أشهر ... وهذه الاستطلاعات جعلتنا نلمس قضايا وطرحنا رؤيتنا، ووجهة نظرنا للمواطنين.. خاصة أن هذه الحملة الترويجية ممدة حتي ما بعد انتخابات الرئاسة. وما رأيك في وصف البعض للنهج السياسي الجديد للحزب بأنه يتسم بالتخبط في العلاقات مع القوي السياسية والتراجع عن قرار التجميد بالائتلاف الرباعي؟ - الأمر ليس به أي تخبط.. فنحن علي قناعة بأن حزبنا سيلعب دوراً كبيراً خلال المرحلة المقبلة والمسئولية تقتضي أن يكون التحرك بشكل جماعي أو فردي ولكن فعال، وهذا ما نريده.. أن نشارك في ائتلاف سياسي فعال يظهر تأثيره علي الشارع السياسي فنحن لا نريد أن نكون مجرد عضو بائتلاف بلا نشاط فهو لم يقدم شيئاً يذكر حتي الآن كما أن الاختلاف بين الأطياف السياسية أمر طبيعي.. والخطأ هو أن يحدث عكس ذلك فلابد من الاختلاف بين الأحزاب حتي يمكن للناس أن تختار الفكر الذي تريد أن تنتمي إليه، لائتلاف تحرك سياسي جيد عندما تكون أهدافه واحدة. أما فيما يتعلق بإعلان التجميد ثم التراجع عنه، فكان الأمر بسبب تصريحات رئيس حزب الجبهة د. أسامة الغزالي التي لمسنا فيها محاولة لفرض الرأي علي الوفد، وهو أقدم الأحزاب المصرية.. وقلنا إننا كحزب مستعدون للنقاش علي أي مستوي سياسي دون أن يفرض علينا أحد شيئاً وبعدها انتهي الأمر بعد توضيح الغزالي لرئيس الحزب أنه لم يقصد الإساءة للوفد. الصراعات داخل الحزب لم تنته، فمازالت هناك تفرقة بين أنصار أباظة وأنصار البدوي؟ - هذا التصنيف غير مطبق علي مستوي القيادة الحزبية، لكن مازالت بعض الشخصيات في الوفد لا تستطيع الاعتراف بأن الانتخابات قد انتهت بالحزب، لذا تجد من يظن نفسه قادرًا علي أن يغير الأمر أو يعطل مسيرة الحزب. وما رأيك في المشاجرة التي نشبت بين الشباب من الفريقين خلال اجتماع نادي المفرحة؟ - هناك بعض الممارسات التي تصدر من أشخاص غير مسئولين يسيئون للوفد بما لا يصب في مصلحة الحزب أو البلاد فهناك من يسعي لتسفيه آراء الآخرين والنيل من عزمهم، وأقول لهم إن أول المتضررين من هذا هو الصورة الرائعة لأباظة التي شاركنا جميعا في رسمها، ويتذرع هؤلاء بأنهم يقومون بذلك تحت زعم أنهم يمارسون السياسة بديمقراطية وبالتالي هذه المحاولات الغرض منها هو إفساد العمل بالحزب. وكيف تري ما يردده البعض من أن انضمام عناصر جديدة للحزب يأتي بغرض الظهور علي قنوات «الحياة» المملوكة لرئيس الحزب؟ - أنت لن تفتش في قلوب الناس وإلا فمن الممكن أن نقول إن أعضاء الحزب الوطني منتفعون لأنهم بالحزب الحاكم، كما أن هؤلاء الأعضاء لو أرادوا الاستفادة لانضموا للحزب الوطني. ولكن هناك بعض العضويات الجديدة التي تسببت في توريط الحزب مثل سعاد صالح وعمران مجاهد؟ - لا أعتب علي سعاد صالح عندما تقول إن هذا هو رأيها الشخصي لأنها لم تكن تتحدث باسم الحزب، كما أنها أوضحت سوء الفهم في كلامها، ولكن هناك من يريد التمسك ببدايات الأزمة المفتعلة لمحاولة تلطيخ صورة الوفد. أما بالنسبة لعمران مجاهد فسيكون الحزب سباقًا في عقابه واتخاذ إجراءات صارمة ضده لو ثبتت إدانته ونحن ننتظر نتيجة التحقيقات وسنري ماذا سيفعل الوفد. وما تعليقك علي إدراج اسم عبد العليم داود بين المتورطين في قرارات العلاج علي نفقة الدولة، خاصة أنه تم إخلاء دائرته في كفر الشيخ؟ - عبد العليم داود نعتز به كأحد أبناء الوفد ولكننا نحترم رأي الهيئة العليا كما هو الحال الذي سيحدث مع عمران مجاهد، غير أننا نتمني عودة داود كما عاد آخرون تم فصلهم، مثل قيادات حالية أو سابقة أو قيادات عادت في الفترة الأخيرة، ولكن يبقي أن داود الآن غير محسوب علي الوفد، أي لا يمكن أن يقال إنه عضو به. علي ماذا تراهن في اقتناص مقعدك بدائرتك الانتخابية ببورسعيد؟ - احترام المتنافسين أمر واجب وأتمني الارتقاء بالحوار السياسي بدلاً من الهجوم علي انجازات الأشخاص لأن هذه ليست السياسة وإنما ستكون في هذه الحال انتخابات مدرسية.. وأود استكمال المسيرة التي بدأتها دون أن أفعل مثل آخرين وأعاير الشارع البورسعيدي بإنجازات وهمية وأتعهد بخوض الانتخابات بكل قوة. كلامك يعني أنك لاقيت هجومًا حادًا.. لماذا؟ - لا يوجد شخص يحظي بتأييد الجميع ولكن البعض يعتقد أن تلطيخ سمعة الشرفاء عامل مساعد، ولكن لن ألتفت له ولدي زملاء بالحزب يقومون بمهاجمتي ليس لأمور خاصة بالشارع البورسعيدي إنما بأوامر وجهت إليهم للتجريح في شخصي! وهل ستكون هناك معركة انتخابية وفدية، وفدية بعد عزم محمود هريدي ترشيح نفسه؟ - هريدي لم يعلن ترشيح نفسه وإنما أبدي رغبته في الترشيح والحزب لم يقرر بعد وكلنا سنلتزم بما يقرره الوفد.