قد لا يعلم الكثيرون أن النظام النازي برئاسة هتلر وصل إلي حكم ألمانيا عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة أو هكذا أسموها في ذاك الوقت، ولكن ربما سردت أولا كيف اهتممت بهذا الموضوع لأول مرة عندما كنت طالبا في كلية الهندسة جامعة هانوفر في الستينيات في ألمانيا. بعد احتلال إسرائيل الثاني لسيناء في الحرب التي أطلق عليها في ذلك الوقت حرب الستة أيام وهي المدة التي استغرقها الجيش الإسرائيلي للوصول من حدود فلسطينالمحتلة إلي قناة السويس كانت الصحافة الألمانية الغربية بأسرها ضد العرب وضد مصر بالذات حتي أنها سمت الزعيم جمال عبدالناصر بالفرعون الأحمر الشيوعي «ناصر» -علي حد تعبير صحافة «أكسل شبرنجر». كان هذا الرجل صديق إسرائيل الأول ويملك ثلث الصحافة الألمانية، خصوصا دي فلت (أي العالم) التي كانت أكثر من أي صحيفة أخري توزيعا في ألمانيا.. هللت صحافة ألمانياالغربية لإسرائيل وهنأت أولاد صهيون أنهم تعلموا فنون حرب البرق من أساتذتهم الألمان وهزموا أولاد الفراعنة وانتقموا لما فعلوا في بني إسرائيل إلي آخره من الخرافات والدعايات الصهيونية الرخيصة، لكن كل هذا باسم الألمان. في هذا الوقت كانت هناك صحيفة واحدة تقف مائة في المائة مع مصر والعرب ضد إسرائيل وهي صحيفة يملكها الحزب الوطني الألماني.. سألت عن هذا الحزب وإذا بي أكتشف أنه حزب يقاوم دعوي قضائية بالمنع.. وعندما سألت أكثر علمت أنه حزب نازي جديد ويحاول تجنيد قضية العرب العادلة لصالح سياسته العنصرية، لذلك توقفت عن قراءة الجريدة الناطقة باسمه إلي الأبد لأني أكره شيئين هما الطبقية والعنصرية بكل أشكالهما. منذ هذه الفترة بدأت أتعلم أن هناك أحزابًا كثيرة ممنوعة في إطار الديمقراطية وعلي سبيل المثال كان الحزب الشيوعي الألماني أيضًا ممنوعًا برغم تاريخه العظيم الذي كان ينسبه إلي نفسه وإلي أبطاله الاشتراكيين مثل «روزالوكسومبرج» والرجل الذي شاطرها الاغتيال علي يد النازيين وهو كارل ليب كنشت السبب في حساسية الألمان للأحزاب الشمولية هو تجربتهم مع هتلر اليميني أمام رئيس الجمهورية في هذا الوقت بطل الحرب العالمية الأولي هندن بورج وبعد أن تولي الحكم أصبح حلف اليمين والقسم علي اسم هتلر! .. ونكمل غدًا