أحوال الوسط الرياضي لا تسر! كل الملاعب والمجالس مليئة بالمشاكل، لكل لاعب قضية، لكل مجلس إدارة أعداء، لكل لجنة «شلة» تقف أمامها، لكل مسئول مصالح خاصة، لكل مدرب أهواؤه لأنه يحب لاعب ويكره الآخر، الوسط الرياضي تحول إلي غابة مليئة بالاشواك والوحوش المفترسة، وهناك أيضا الأسماك الصغيرة التي تتحول إلي طعم جميل المذاق لتلك الوحوش، ما من قرار إلا ووجد الاعتراض، وقضية جدو خير مثال علي ذلك، والحرب بين الأهلي والإسماعيلي تبرهن وتؤكد أن حالة الكراهية تفشت بين الجميع، وما حدث بين الأهلي والزمالك من خطف للاعبين، وتلاعب ببنود الاتفاقات في العقود يؤكد أن الأمل مفقود والثقة ضائعة بين كل الأطراف! نحن نعيش الزمن الصعب في الرياضة، ومع كل يوم جديد تجد قرارا جديدا في الانتظار، وحكما قضائيا جديدا يطيح بطرف لصالح الآخر، واتحاد الكرة خير مثال علي ذلك، سمير زاهر مستمر، ثم زاهر رحل، وأخيرًا عاد وكل ذلك بأحكام قضائية، لكن منافسه أسامة خليل يصر علي اللجوء للقضاء من جديد وكأن سمير زاهر قتل عائلة خليل في عز الليل! لماذا نحن في الوسط الرياضي مثل الحيتان، نتسابق لالتهام الفريسة؟! لماذا كل هذا الكره وكل هذه الكراهية رغم أن الملعب متسع للجميع؟! هل هي الملايين التي نسمع عنها الآن في زمن الاحتراف؟! زمان كانت الرياضة هواية خالصة، كان من يعمل يحتسب عمله ومجهوده لله والوطن، لكن عندما أصبح العمل بمقابل مادي، بل بالملايين تسابق الجميع لنيل أكبر جزء من التورتة حتي ولو داس فوق رقاب الجميع، الفلوس أفسدت النفوس في الرياضة، أصبح الضرب من تحت الحزام هو السائد، ماتت الأخلاق، وفسدت الذمم، وتم دفن روح الرياضة في كل الملاعب التي تحولت إلي قبور! لابد من وقفة أخلاقية لنري أنفسنا عارية تماما، لابد من استكشاف المستقبل والاستنارة من الماضي حتي لا يستمر السقوط ويتفاقم، فحروبنا الرياضية انتقلت إلي الملاعب العالمية والاتحادات الدولية والمحاكم الكروية وكأننا ننشر غسيلنا القذر بأيدينا ونقول للعالم كله.. اتفرج وشوف.. المصريين علي المكشوف، ومن الحضري لجدو.. يا قلبي لا تحزن.. وكله في الصيف!