أكدت السيدة سوزان مبارك، ضرورة حرص أبناء مصر في الخارج علي زيادة صلتهم بالوطن وانتمائهم له. وقالت خلال لقائها أمس الأول، مع 500 من الشباب والفتيات من أبناء مصر بالخارج من 13 دولة في مكتبة الإسكندرية من الذين شاركوا في فاعليات الملتقي الثاني لأبناء الجاليات المصرية بأبوقير بالإسكندرية، إنه قد تفصل بيننا حدود جغرافية، وتختلف الثقافات، لكننا في النهاية أبناء بلد واحد، نلتقي حول نفس المبادئ والقيم والأهداف، ونتشاور حول نفس القضايا والمشاكل. وأجرت السيدة سوزان مبارك حوارًا مفتوحًا مع الشباب بلورت خلاله ما تحقق من إنجازات. وطالبت الشباب بأن يضعوا مصر في قلوبهم وعقولهم، وأن يدافعوا عنها ضد من يريدون النيل منها بإبراز السلبيات. قالت إن ما تحدث به الشباب أكد أن قلوبهم مازالت تنبض بدماء مصرية أصيلة، رغم أنهم غادروا أرض الوطن منذ طفولتهم المبكرة، وبينهم من لم يولدوا به. استهلت السيدة سوزان مبارك حديثها بتوجيه التحية للشباب، وأكدت ترحيبها بهم مهما كانت اللغة التي يتحدثون بها والبلد الذي وصلوا منه قائلة: نلتقي اليوم في مكتبة الإسكندرية منارة العلم وجسر التواصل مع العالم الخارجي، «صرح» نمجد فيه الماضي، ونحتفي فيه بالحاضر ونبتكر فيه معالم المستقبل، في هذه المدينة التاريخية، التي كانت علي مر العصور ملتقي للثقافات ومنبعًا للحضارات. وأكدت أن المكتبة كانت حلما حتي تربعت علي قمة الهرم الثقافي في مصر، مشيرة إلي أن الأحلام مهما كانت مستحيلة فإنه يمكن تحقيقها بفكرة جيدة، ورؤية ثاقبة وإرادة قوية وعزيمة، وإيمان بالهدف، فكل ذلك عوامل إذا توافرت لابد أن يتحقق الحلم الذي تريدون الوصول إليه. وأشارت إلي أن المكتبة نجحت خلال فترة وجيزة في التأثير علي المشهد الثقافي في مصر، والمنطقة العربية، وعلي الصعيد الدولي، حيث أصبحت أكبر مكتبة رقمية في العالم يستقبل موقعها علي شبكة الإنترنت مليون زائر يوميًا وتستضيف أكثر من 70 لقاءً سنويًا يتحاور خلاله المشاركون من جميع أنحاء العالم في شتي مجالات المعرفة الإنسانية، وتستقبل أكثر من 1.4 مليون زائر بينهم العديد من الأطفال والشباب. لفتت السيدة سوزان مبارك إلي الدور الذي جسدته مكتبة الإسكندرية القديمة علي مدار أكثر من 6 قرون، قائلة إنها كانت مصدرًا لإلهام العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم بعدة قرون وضمت أرففها ما يزيد علي 700 ألف مخطوطة إلي ما يعادل أكثر من 100 ألف كتاب من الكتب الحديثة المطبوعة، وقد استعادت الآن دورها القديم، وأصبحت مقصدا للعلماء من كل الثقافات ومصدرًا لجذب الشباب من أجل البحث والدراسة. أكدت السيدة سوزان مبارك فخرها واعتزازها بمصريتها، وأوضحت أن هذا الشعور جعلها تبحث في كيفية خدمة بلدها منذ أن كانت تدرس للحصول علي الماجستير بالجامعة الأمريكية، فتبنت مشروعا أهليًا لتقديم الرعاية المتكاملة في واحدة من أحياء القاهرة المكتظة بالسكان، والتي تفتقر للخدمات وهو حي بولاق. وقالت إن أبناء مصر من المخلصين التفوا حول هذا المشروع تطوعًا، ولإيمانهم برسالتهم ودورهم في خدمة الوطن فتحققت الأحلام واتسعت من النهوض بمدرسة في حي من أحياء القاهرة إلي مشروع متكامل يهدف إلي إنشاء مكتبة في كل مدرسة وفي الحدائق العامة، وفي جميع المحافظات، وتوجت بإحياء مكتبة الإسكندرية لتمثل قمة الهرم الثقافي في مصر.