تعيش أوروبا الآن عصرها الذهبي في ظل الصداقة والتعاون الذي كونه شارل ديجول وصديقه باني نهضة المانيا الحديثة أدليناور كيف كان ذلك؟ كان ذلك لأن الإنسان الألماني كان متعلم وتستطيع أن تسلب كل ممتلكاته باستثناء العلم الذي في رأسه. كل هذا كان معروفاً لدي محمد علي باشا الذي بني نهضة مصر علي التعليم كل ذلك كان معروفاً كل المعرفة لنابليون بونابرت الذي أنشأ أرستقراطية علمية جديدة لا مثيل لها في كل أوروبا وهي الأيكول نورمال سوبريار وحول الدراسات التقليدية للسوربون في الفلسفة والتاريخ واللغات القديمة وعلم اللاهوت والحقوق إلي دراسات العلوم الإنشائية مثل بناء الشوارع والكباري وعلوم المدفعية والقذائف. تحت حكم نابليون المتنور تحول كثير من الجامعات إلي بوليتكني كيات وهو النظام الذي أدخله الألمان فيما بعد وتقدموا فيه علي أساتذتهم الفرنسيين. كانت هناك محاولة جيدة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في إنشاء ما اعتقد أنه أهم ما قام به بالإضافة إلي تأميم القناة والسد العالي والمركز الوطني للعلوم ألا وهو الفنية العسكرية والتي أتمني أن يعاد الاهتمام بها أكثر بعشرات المرات عما هو الوضع الحالي. مصر في حاجة ماسة إلي بناء جيل جديد من أعظم المهندسين والعلماء في العالم وأعتقد أن ذلك ممكن وأننا نستطيع أن نشيد جامعة يكون طلابها كما كان الحال في جامعات البوليتكنيك النابوليونية. هذه الجامعة سوف تكون مسئولة مسئولية تامة عن السكن والملبس والغذاء والعلاج بالإضافة للتعليم بحيث لا يكون لهم أي ولاء لأي جهة سوي الدولة المصرية ويكونون قلب الكوادر التي تعمل فقط للدولة وليس للقطاع الخاص. تماماً كما كان يحدث حتي يومنا هذا في فرنسا وإن كان النظام الفرنسي تحور قليلاً حيث يستطيع الطالب بعد تخرجه أن يدفع تكاليف تعليمه مقابل الحرية في أن يعمل خارج الدولة للقطاع الخاص علي سبيل المثال. وقبل أن أنهي هذا العمود أريد أن أوضح الدور العظيم الذي يلعبه الرئيس محمد حسني مبارك والمشابه لدور مستشار المانيا العظيم كونراد أدليناور ولكن للأسف لا يوجد علي الضفة الأخري من المعادلة شخص بذكاء وعظمة الرئيس شارل ديجول لأن الحكومات الإسرائيلية التي جاءت بعد اغتيال اسحق رابين مازالت تعيش في أوهام الماضي وأحلام الهيمنة العسكرية.