«جوجل تشكيل» حائر بين «العامية» و«الفصحي »

تشكل قواعد اللغة العربية بتعقيداتها وتشعباتها عائقا كبيرا لعالم (الحوسبة والانترنت) من أجل برمجة "اللغة العربية" وتحويلها الي "لغة رقمية"( بين الصفر والواحد ) ليفهما الكمبيوتر ومحركات البحث!
ثمة مثال شهير لفهم هذه "الصعوبة" التي تواجهها تطبيقات الانترنت مع لغة الضاد ،فإذا كتبنا كلمة "قران" وبحثنا عنها عبر جوجل ماذا سيفهم ؟! هل سيفهم اننا نبحث عن كلمة "القرآن " (بالمد علي الالف) ام "قران"(بكسر القاف) التي تعني حفل الزواج ..؟! قس علي ذلك امثلة كثيرة ،وبالتالي فمن الضروري بل والحتمي الوصول الي صيغة تفاهم رقمية لتشعبات اللغة العربية وذلك عبر تشكيل الكلمات العربية للحصول علي ادق وافضل نتائج بحث . ومع ان القاعدة تقول "ان اهل مكة أدري بشعابها " أي أن وزارات الاتصال العربية وشركات العرب هم المطالبون بتجهيز هذا التطبيقات لأنهم الإدري بلغتهم " فإن هذا لم يحدث.
مؤخرا أطلقت مختبرات جوجل عبر HYPERLINK "http://tashkeel.googlelabs.com/" http://tashkeel.googlelabs.com خدمتها التجريبية "جوجل تشكيل " بهدف التيسير علي مستخدم و متعلم اللغة العربية تشكيل الكلمات العربية والجمل والنصوص. لتبادر هذه الشركة إلي تطوير برمجياتها لخدمة اللغة العربية في وقت يندر فيه وجود أي شركة عربية تهتم بتطوير تطبيقات تخدم اللغة العربية. ورغم أنها خدمة غير متوقعة، وأسعدت جميع مستخدمي الإنترنت المهتمين باللغة العربية فقد أثارت جملة من التعليقات المنتقدة، حيث علق عدد من المعلقين علي موقع جوجل، بالقول أن الخدمة تحتاج إلي بعض التطوير فهي لا تدعم فواصل الفقرات، أي أنه يشكل الجمل علي اعتبار أنها جملة واحدة. ويبالغ البعض في متطلباتهم بطلب التعرف إلي النص "العامي" و"الفصيح" والتفرقة بينهما حتي لا تظهر أخطاء في التشكيل، وتأتي الهمزات التي يشكو الكثير من مستخدمي الخدمة من تجاهلها تماماً، في المرتبة الأولي من شكاوي مستخدمي الخدمة. واقترح بعض متخصصي اللغة العربية علي مسؤولي الموقع الاستعانة بمتخصصين في اللغة العربية، لكي تصل الخدمة إلي لمستوي تصحيح الخطأ في الجملة تلقائيا وفقاً لقواعد اللغة العربية، فلا يكفي الحصول علي جملة تم تشكيلها دون تصحيح الخطأ اللغوي الموجود بها بل يجب الحصول في النهاية علي جملة خالية من الأخطاء اللغوية. ويعتبر هذا التفاعل السريع مع خدمة لا تزال في بدايتها، دليلاً علي ثقة المستخدم في سرعة استجابة جوجل لتنفيذ مقترحاتهم. وتقوم خدمة تشكيل بضبط حركات الأحرف الأولي والمتوسطة في الكلمات العربية، أو في النصوص الكاملة، مع خيار إضافي لتشكيل الأحرف الأخيرة من الكلمات في حال التعامل مع نصوص طويلة بما يتيح قراءة النص كاملا بشكل صحيح. حيث تتيح خدمة تشكيل أيضا كتابة النصوص بالأحرف الإنجليزية بدلا من العربية في حال غياب لوحة المفاتيح العربية، وتقوم هذه الأدارة بتحويل الأحرف الإنجليزية إلي ما يقابلها باللغة العربية تلقائيا.
أما لتشكيل الكلمات العربية لموقع ما فما عليك سوي إدخال عنوان الموقع في المكان المخصص لذلك وتحديد الأمر "تشكيل" ليتم ضبط النص الذي يظهر في الموقع بالحركات المناسبة. ويتيح البرنامج فرصة لتقديم اقتراح للتشكيل الأفضل وإرساله إلي المسؤولين عنه لدراسته ومن ثم الاستفادة منه في التشكيل.