نشأ في عالم المزادات وتتلمذ علي يد والده الذي يعتبر من أقدم الخبراء المثمنين في مصر وقت رواج تجارة التحف والأنتيكات والذي قام بإنشاء صالة الشرق للمزادات عام 1960 بوسط القاهرة، وبمناسبة اليوبيل الذهبي لافتتاح الصالة كان لروزاليوسف هذا الحوار مع «ماهر صبحي» الذي ورث لقب كبير المثمنين من والده.. كيف كانت بدايتك مع عالم المزادات؟ - بدأت العمل مع والدي، في صالة «الشرق» التي أنشئت عام 1960 وكرست كل وقتي للاهتمام بعالم المزادات وكنت حريصا علي حضور مزادات السرايا الملكية في عابدين منذ أيام الخواجة جويدي كاسكو، واكتسبت خبرتهم واهتممت باستكمال تعليمي حتي تخرجت في كلية السياحة والفنادق عام 1969،وبعد ذلك عملت بكبري فنادق مصر لمدة عامين فقط وقررت العمل بمهنة أبي وكنت المسئول عن كل كبيرة وصغيرة تخص عملنا. ماذا عن اليوبيل الذهبي لصالة الشرق؟ - أقمنا مزادًا كبيرًا مؤخرا لمدة يومين علي عدد كبير من اللوطات تشمل العديد من التحف والأنتيكات النادرة مثل الفازات السيفيل والتابلوهات النادرة الممضاة وعدد كبير من النجف البوهيمي والكريستالات اليدوية والتماثيل البرونزية والترابيزات الرخامية وسفرة إيطالي يعود تاريخها إلي 100 عام، وللأسف لم يبع أي لوط، ولقد حضرت مجموعة قليلة من الناس لكي يشاهدوا فقط المعروضات ويبدو إعجابهم بها. كيف اكتسبت خبرتك وشهرتك في مجال التثمين؟ كنت دائم القراءة والاطلاع علي العديد من الكتب التاريخية المتداولة في مصر أو أطلب من أصحاب المكتبات استيرادها لحسابي ومن أمثلتها «الميلر»،«لاروس»، و«بينيسيت» وهو مجلد يحتوي علي جميع فناني العالم مكتوب باللغتين الإنجليزية والفرنسية،وحاليا أصبحت شبكة الإنترنت هي أحد مصادر المعلومات التي يلجأ إليها الكثيرون حيث أصبحت عمليتي البيع والشراء تتم عن طريق مواقع الإنترنت المختلفة. هل كنت حريصا علي حضور المزادات التي كانت تعقد في الخارج؟ - حضرت بالفعل العديد من أسواق الانتيكات وصالات المزادات في إنجلترا وفرنسا ولبنان وسوريا، ومن الأشياء التي أتذكرها الأسواق التي كانت تعقد في إنجلترا والتي كانت تشهد جمهورا كبيرا من جميع الدول الأوربية، وكانت تتميز بأن التجار يقومون بتأجير مساحة أرض لعرض بضاعتهم المتنوعة مثل التماثيل والنجف والسجاد. ما أكثر الأشياء القيمة التي كانت تباع في صالات المزادات قديما؟ - «الفازات والبونبنيرات السيفر»، و«الجالية» وهي صناعة فرنسية والتي كانت توزع في الأفراح قديما، ولكنها الآن أصبحت نادرة وقيمة وعليها نقوش لأشخاص العائلة المالكة وبالإضافة للمناظر الطبيعية، ولكن الأسعار تضاعفت وظهرت النوعيات المقلدة، وفي كل عام يكون لها سعر مختلف. هل تنصح الشباب الذين يريدون عمل مشروعات بافتتاح صالات للمزادات؟ - لا أنصح أي شخص بافتتاح صالة مزادات لأنه سوف يخسر ويغلقها بعد فترة وجيزة، ولكنني مستمر في هذه المهنة للمحافظة علي اسم الصالة الذي سيظل شامخا حتي لو قمت بالانفاق عليها من مالي الخاص.. فأنا قد تغيرت اهتماماتي فقمت بشراء قطعة أرض في المنصورية واستصلحتها. ما رأيك في سوق المزادات في الوقت الحالي؟ -في فترة التسعينيات كنت أعقد العديد من المزادات بمعدل 12 مزادا في العام وكانت نسبة المبيعات تتجاوز 80% من المعروضات وذلك علي النقيض تماما من وضعنا الحالي، فالآن أغلقت الكثير من صالات المزادات، واختفت بهجتها ورونقها، والمشكلة الكبري هي قلة المعروضات وانعدام القوة الشرائية. ما السبب في ركود سوق المزادات؟ - الجرائد الإعلانية أصبحت أكبر مصدر لتلوث التجارة فمن الممكن أن تباع أراض وهمية وشقق مفروشة بأثاث قديم يزعمون أنهم قاموا بتجميعها من البيوت الأثرية ومن هنا يكتشف الناس الحقيقة وأنهم تعرضوا للنصب من خلالها وهو ما ألقي بظلاله علي سوق المزادات، وبالإضافة إلي التقليد الصيني للأشياء القديمة التي تباع في الصالات.. من هم المشاهير الذين كانوا يقبلون علي اقتناء التحف والانتيكات من الصالة؟ - هم من العائلات القديمة التي تربت عليها مثل فؤاد سراج الدين، ثم ظهرت فئات آخري يريدون التقليد والتباهي بأنهم من أبناء الباشوات والذين أصبحوا أثرياء بسرعة وذلك في أيام فترة السادات، والذين يشترونها كنوع من الوجاهة الاجتماعية فقط، وبالإضافة إلي عدد كبير من الفنانين مثل الفنانة سعاد حسني، وهند رستم وزوجها الراحل الدكتور محمد فياض والذي كان يحب اقتناء التحف والأنتيكات.