عندما تحدد اتجاهك في الحياة سوف يعني ذلك أنك وضعت سلَّم نجاحك علي الجدار الصحيح.. أحيانا ماتضع الحياة لنا العديد من الخيارات وكثيرا ماتقودنا نحو اتجاه بعينه فنمضي فيه بخطوات إبداعية لم يسبقنا إليها أحد. تلك كانت كلمات البداية في مشوار شاعر مربعات فن الواو الصعيدي محمد شحاتة الذي يحدثنا عنه فيقول أن حلم الطفولة تمثل في اقتحامه للحقل الإعلامي كمذيع أو صحفي ولكن شاءت الأقدار أن تغير دفة أحلامه في اتجاه آخر حيث لم يساعده مجموعة في الثانوية العامة لتحقيق حلمه المنشود فاتجه إلي دراسة القانون والتحق بكلية الحقوق جامعة حلوان وهناك استطاع النشاط الطلابي بالجامعة أن يفجر بداخله طاقة الشعر وبدأ في كتابة الشعر بالفصحي إلي أن نصحه أحد أساتذته بكتابة الشعر بالعامية وقام مع مجموعة من أصدقائه بتكوين أول ناد أدبي بجامعة حلوان ضم نخبة من الشعراء الشباب المعروفين الآن مثل خالد مهران وعادل سلامة وأحمد صلاح وعصام مغاوري.. تلك الفترة أثرت في حياته كثيراً حيث صدر له ديوانه الأول " سلام علي الزين" وصدرت له طبعة خاصة توزع في الجامعة وصدرت في ختام السنة الأخيرة كما حصل خلالها علي المركز الأول في شعر العامية علي مستوي جامعات مصر. أما ديوانه الثاني فكان بعنوان دفتر توفير الحب صدر عن الهيئة العامة للكتاب في عام 2007 وتميز بأن قصائده كانت أكثر نضوجا وعقلانية في الطريقة التي تناول بها مشاعر الحب مقارنة بديوانه الأول كما حرص من خلال قصائده الوطنية علي تناول قضية الوطن العربي دون تجريح وقد كان ضمن الشعراء المكرمين علي هامش مهرجان القراءة للجميع فحصل علي شهادة تقدير ودرع كذلك كرم من قبل نقابة المعلمين والحزب الوطني ووزارة الدفاع. أما عن مربعات فن الواو فيروي لنا محمد شحاتة قصته معها فيقول أنها بدأت منذ كان طفلا في قريته حيث كان يحرص علي حضور الأفراح وبهرته أغاني الأهالي فهي علي الرغم من بساطتها موزونة ومقفاة بعناية كالشعر كذلك غناء المآتم الحزين " العديد علي الميت" كان يجلس إلي جوار أمه لتملي عليه بعضا مما يردد النساء في الصعيد.. وقد استهواه البحث في هذا المجال ودراسته عن قرب فالتحق بالمعهد العالي للفنون الشعبية عام 2008 بالمركز القومي للمسرح الموسيقي والفنون الشعبية وتعرف إلي فن الواو من الناحية التاريخية فترة حكم الفاطميين والمماليك لمصر ومؤسسه يدعي أحمد بن عروس بمحافظة قنا يقال أنه قاطع طريق والبعض يدعي أنه متصوف وآخرون يؤكدون علي انه شخصية أسطورية اعتاد علي نقد الحاكم من خلال تأليف المربعات الشعرية وصارت إرثا لشعراء الصعيد من بعده الذين خافوا أن يؤذيهم ذكر الشعر علي ألسنتهم بما يحويه من ذم وهجاء للحكام فكانوا يبدأون قصائدهم بعبارة" وقال الشاعر" ونظرا لتكرار حرف العطف لقب هذا النوع من الشعر بمربعات فن الواو. ويقول محمد شحاتة إنه قرر إحياء تراث أجداده من فن أصيل شارف علي الاندثار بتكوين فرقة خاصة عام 2009 تحمل اسمه وهي فرقة مربعات فن الواو ونشاطها غناء مربعات فن الواو علي الربابة وهذا لم يحدث من قبل فقد كانوا يكتفون بإلقائها ولكن فكرة غناء المربعات فتحت المجال لهذا النوع من الشعر لأن يعرف في محافظات الوجه البحري والقاهرة.. ولم يكتف محمد بأشعاره وإنما استعان بأشعار بعض شعراء مربعات فن الواو الحاليين كي تتناسب أشعارهم وروح العصر مثل حسين الوهاجي وهاني خلف وخالد الطاهر وأقام العديد من الحفلات في ساقية الصاوي ومعرض الكتاب وبرامج التليفزيون ومهرجانات الفنون الشعبية.