بات شارع الكورنيش بالإسكندرية خطرا داهما يهدد العابرين عليه بعد زيادة نسبة حوادث التصادم التي تقع به في الآونة الاخيرة مع إقبال المصطافين وزروار المدينة بالرغم من اعمال التوسعة التي طرأت عليه مؤخرا لتدارك هذا الخطر.. «روزاليوسف» رصدت تلك المشكلة التي تحولت إلي ظاهرة. يقول محمد أحمد «عامل بمقهي» في منطقه كليوباترا ان عبور طريق الكورنيش اصبح خطرا كبيرا خاصة علي كبار السن والأطفال بسبب السرعة الجنونية للسيارات التي تمر عليه التي يقودها شباب صغار دون مراعاة للمشاة مما ينتج عنها حوادث كثيرة جدا وتزداد صيفا لعدم التزام المصطافين بقواعد المرور، ويضيف ان عدد الانفاق الموجودة به قليلة جدا بالنسبة لاعداد العابرين له. وطالبت هويدة علي «صاحبة سنترال» بزيادة عدد الانفاق وخاصة من منطقة كيلوباترا حتي سيدي جابر لأنها منطقة خطرة بعد توسعة الكورنيش. ويرجع المهندس ميلاد عيسي «مصطاف» من القاهرة سبب انتشار الحوادث علي الكورنيش لقلة الانفاق وأن الموجود منها لا يشجع المواطنين علي استخدامها مثل افتقارها للسلم الكهربي بدلا من السلالم العادية المرهقة للكبار والاطفال. وقال سامي مختار- رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق واسرهم ان هذه المشكله تزداد في الصيف لان المصطافين يجهلون الطريق وتقاطعاته مشيرا إلي أن الجمعية قامت بتنظيم حملة للالتزام بالسرعة في اول يوليو واستمرت أسبوعا كاملا وكان الهدف منها توعية المواطنين بمخاطر الطرق وحثهم علي القيام بدور ايجابي للحد منها من خلال ملاحظتهم لسائقي الميكروباص والسيارات الاجرة وفي حاله كشفهم ان السائق مخمور او متعاطي مخدرات او حتي صغير السن فعليهم النزول من السيارة والابلاغ عنه. ونبه إلي ضرورة تعلم المشاة قانون وآداب المرور وليس السائقون فقط لأننا جميعا معنيون به وعدم اتباعها يسبب كارثة. ولفت «مختار» إلي ان حوادث المرور علي البحر ليس لها دية لأن المشاة يمرون بأماكن ممنوعة ويعاب علي تصميم الكورنيش الذي اعطي انسيابا مروريا جعله مثل الطريق الدولي في حين أنه في الأصل طريق للنزهة0 وطالب مختار بزيادة الانفاق وعمل اشارات مرورية ضوئية آلية وتواجد رادار ثابت علي طول الطريق لضبط السرعة المتزايدة والزام السائقين بعدم زيادتها عن 60 كيلومترا في الساعة وبزيادة اللوحات الارشادية المؤدية إلي الانفاق بتحديد اماكنها واتجاهاتها حتي ترشد المشاة إلي اقرب نفق يسلكه0 ويري الدكتور محمد عاطف غنيم - أستاذ الطرق والكباري بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية- ان زيادة حوادث طريق الكورنيش ترجع إلي عدم انتظام حارات المرور لان تخطيط الطرق يتطلب ان يكون الطريق بعرض ثابت وهذا غير متوفر في كورنيش الاسكندرية حيث يتسع ويضيق مما يؤدي إلي ارتباك قائدي السيارات لان الجانب الايمن للطريق مخصص للسرعة البطيئة بينما يساره للسريعة فضلا عن ان التوسع بعرض غير ثابت من 3 إلي 4 أو 5 حارات يغري سائقي السيارات بزيادة السرعة0 وطالب د. غنيم بضرورة عمل دراسة مرورية للتحكم في حركة مرور السيارات مع توفير اماكن عبور آمنة للمشاة تشجعهم وتوجههم للمرور من الانفاق ووضع حراسة عليها لمدة 24 ساعة لتوفير الامان. ويؤكد الدكتور جمعة موسي - استاذ الطرق والمطارات بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية ان تطوير كورنيش الاسكندرية يعد مشروعا حضاريا كانت المدينة بحاجة شديدة اليه ولكن للأسف يوجد به اخطاء اهمها عدم وجود علامات ارشادية وتحذيرية للمنشأة0 واضاف ان تصميم تقاطعات الكورنيش غير سليمة وعرضها لا يتجاوز 7.5 متر وهو ضيق جدا ولا يناسب عرض الكورنيش مما يسبب اعاقه لدوران الاتوبيسات، مطالبا بانشاء انفاق جديدة في المنطقة من جليم حتي سيدي بشر والتزام قائدي السيارات بالسرعة القانونية0 ومن جابنه أكد اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية ان تطوير الكورنيش حدث مهم وايجابي اسهم في تحقيق سيولة مرورية كانت تحتاجها المحافظة، وأشار إلي أنه تم اعداد دراسة موضوعية من خلال المركز الهندسي بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية وأوصت بانشاء 4 انفاق في المنطقه من الشاطبي وحتي سيدي بشر بتكلفة تقديرية 15 مليون جنيه للنفق الواحد. ولفت إلي أنه تم الانتهاء من نفق سبورتنج وهي منطقة خطيرة للمشاة وسيتم افتتاحه في العيد القومي للمحافظة واضاف انه تم الاخذ في الاعتبار وجود سلالم ومصعد كهربائي لتسهيل صعود ونزول المشاة بالاضافة إلي وجود سوق تجاري به ليكون عامل جذب للعبور من خلاله. وأكد لبيب اهتمامه وجميع المسئولين بأرواح المواطنين سواء من اهالي الاسكندرية او زوارها. وأشار المحافظ إلي انه تم الانتهاء من المرحلة الاولي من مشروع مراقبةشوارع المحافظة بتكلفة 60 مليون جنيه وتم استخدام احدث التقنيات العالمية في مجال التصوير والرصد بطاقه تخزينية تصل إلي عدة شهور وسيتم بدء العمل به في احتفالات العيد القومي لافتا إلي ان هذه الكاميرات سترصد جميع التجاوزات المرورية التي يقوم بها بعض السائقين المتهورين خاصة علي كورنيش الاسكندرية.