نحن جميعا نفتخر بمونديال جنوب أفريقيا، لأنه مونديالنا جميعا في القارة السمراء.. وشهادة تقييم المونديال جاءت من الفرق المشاركة والاتحاد الدولي.. وربما تكون المرة الأولي التي يبقي فيها بلاتر رئيس أكبر مؤسسة رياضية في بلد التنظيم المونديالي من البداية حتي الختام وكانت شهادته وسامًا علي صدر القارة السمراء بعد حالة التخوف التي انتابت الفيفا ولجانه خشية سقوط التنظيم، ولكن ما شاهدناه في جنوب أفريقيا التي كانت منافسة لمصر والمغرب في تنظيم أول مونديال في القارة، يؤكد أن جنوب أفريقيا كانت الأجدر بالتنظيم، فالملاعب علي أعلي مستوي والنظام دقيق، والتذاكر نفدت عن آخرها.. وكان الجميع متخوفا من الأمن أثناء البطولة في ظل وجود آلاف المشجعين من مختلف دول العالم ونحن نعرف أن الحالة الأمنية في جنوب أفريقيا غير مستقرة، لكن خابت ظنون الجميع وبدأ المونديال وانتهي علي خير، وأشاد الجميع بالتنظيم والإقامة من مختلف الدول، وأنا هنا أقارن بين ما شاهدناه هناك وبين ما كان يمكن أن يحدث في مصر لو حظينا بشرف التنظيم! أظن أن المقارنة لن تكون في صالحنا.. لأننا وبصراحة متناهية لا نجيد فن التنظيم، قد نملك الكوادر والمواهب والملاعب وفنادق الإقامة والاتصالات والانتقالات علي أعلي مستوي، ولكنني أقصد الفارق الجوهري في سلوكيات الشعب المصري عن غيره، فنحن نرحب بالضيف ولكن بطريقتنا، نملك نسبة كبيرة من «العجرفة».. نجيد فن الخروج عن النظام المتبع ونهوي المخالفات، نفس سلوكيات المصريين في الشارع تنعكس علي أدائنا حتي أثناء التجمعات الدولية.. أذكر أن هافيلانج رئيس اللجنة الأوليمبية السابق توقف علي باب استاد القاهرة في افتتاح الدورة الأفريقية ورفضوا دخوله، وبعض المسئولين العلميين لم يجدوا مكانا في المقصورة.. فما بالنا لو كانت دورة أوليمبية كبري أو بطولة كأس العالم تضم كل نجوم الكرة العالميين؟! ما قدمته جنوب أفريقيا كشف لنا عيوبنا في مصر والحمدلله أننا لم نحظ بتنظيم المونديال.. حتي لا تظهر فضائحنا علي الهواء أمام العالم!