بالتوازي مع بحث تشكيل اللجان المسئولة عن اختيار المرشحين في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، شرعت قيادات جماعة الإخوان المحظورة في تجهيز قواعد الجماعة نفسيا للاستعداد لخوض المعركة، بعد حالة الغضب التي شهدها الصف الاخواني عقب هزيمة الجماعة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري قبل أسابيع وخروجها من المنافسة صفر اليدين. اعتمدت القيادة الاخوانية في حملتها التي تؤصل لاهمية خوض الانتخابات من الناحية الشرعية علي كتابات مؤسس الجماعة حسن البنا ومرشدها السابق مصطفي مشهور ومفتيها السابق عبد الله الخطيب، التي تفسر سبب اصرار الجماعة علي المشاركة في العملية الانتخابية رغم شكاوي القيادات المتكررة من عمليات التزوير والتضييق، وقال احد الكوادر ان انتخابات الشوري الماضية خلفت حالة من التزمر بين الكوادر التي رأت عدم وجود فائدة من الاصرار علي المشاركة رغم التزوير، كما انها كشفت امام القيادات قدرات الصف الحقيقية وقدر تعاطف الشارع مع دعوتهم والذي جاء ضعيفا للغاية. استندت الجماعة في التعليمات التي وزعتها علي أعضائها في المحافظات إلي مقال سابق لمؤسسها في مجلة الإخوان عام 1944 يقول فيه "ان الإخوان وصلوا إلي مرحلة من النجاح شعبيا وعليهم ان يصلوا بفكرتهم إلي المستوي الرسمي من خلال المنبر الوحيد لذلك وهو البرلمان وهو ليس وقفا علي دعاة السياسة الحزبية وانما هو منبر للامة تسمع فوقه كل الأفكار الصالحة"، كما استندت إلي مقال اخر لمرشد الجماعة الاسبق مصطفي مشهور يرد فيه علي تساؤل حول الهدف من دخول الانتخابات بقوله "نسعي للاستفادة من فترة الدعاية الانتخابية أولاً في تبليغ دعوة الله إلي الناس، كما نريد من خلال المنبر ومن خلال الحصانة الممنوحة لأعضائه أن نوضح معني أن الإسلام هو الحل وأن نلاحق الأفكار الخاطئة التي حملها العلمانيون إلي بلادنا، وأن نتصدي للفلول الباقية من هذه النوعيات الغريبة وما يبثونه من سموم كتاباتهم" اللافت ان مشهور يبرر في الرسالة الموزعة علي عناصر الجماعة ما يتعرض له بعض الإخوان من اعتقال وملاحقات امنية أثناء الانتخابات قائلا "إن لهذا الاعتقال أثره التربوي المهم، ففيه ترويض للنفس علي الصبر والتحمل والرضا بقضاء الله فالسجن مدرسة لها دروسها التربوية الخاصة والتي لا يسهل الحصول عليها في غيره". يأتي بعد ذلك التأصيل الشرعي لخوض الانتخابات والذي باتت عناصر الجماعة في حاجة اليه للرد علي الاتهامات التي تلاحقهم يوميا خلال الاحتكاك بالعناصر السلفية في الشارع والمساجد من ان المشاركة في الانتخابات سواء بالترشيح أو التصويت حكم بغير ما انزل الله، استنادا إلي قول سيد قطب منظر الجماعة، وفي هذا السياق تستند الرسالة الإخوانية إلي فتوي من مفتيها السابق عبد الله الخطيب يقول فيها ان المحاولة إلي تغيير الاوضاع الغريبة في المجتمعات الإسلامية واستبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية يستوجب المشاركة في البرلمان الذي يعد الطريق الوحيد إلي ذلك. الجماعة تستند إلي حوار اخر اجرته مجلة الإخوان مع محمد ابو زهرة أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة وأحد قيادات الجماعة يقول فيه "إن ترشيح بعض الإخوان الذين يستمسكون بالعروة الوثقي وللدين الاعتبار الأول في نفوسهم أمر واجب جد واجب لأنه يحمي الجماعة وينشر دعوتهم ويفيد الحياة النيابية في مصر".