استبقت إسرائيل زيارة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو للولايات المتحدة ولقاءه المنتظر مع الرئيس باراك أوباما اليوم بإعلان عزم المجالس المحلية لمستوطنات الضفة الغربية بناء 2700 وحدة سكنية فور انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات بالضفة في سبتمبر المقبل. يأتي ذلك كورقة ضغط من إسرائيل لتحويل المفاوضات مع الفلسطينيين من غير مباشرة إلي مفاوضات مباشرة كشرط لتمديد تجميد الاستيطان. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن مجالس المستوطنات تستعد لاستئناف العمل في الاستيطان بداية من السابع والعشرين من سبتمبر المقبل بعد انتهاء فترة تجميد البناء التي أعلنها نتانياهو وحددها بعشرة أشهر، موضحة أن المقصود بهذا هو العمل في المشروعات الاستيطانية التي تمت الموافقة علي أغلبها قبل قرار التجميد وليست المشروعات الجديدة التي يتطلب إقرارها موافقة وزير الدفاع عليها. وتوجه نتانياهو مساء أمس إلي واشنطن حيث يستقبله الرئيس الأمريكي بالبيت الأبيض اليوم، وذكرت إذاعة صوت إسرائيل أن نتانياهو يعتزم تكريس محادثاته مع الرئيس أوباما للمسألة النووية الإسرائيلية وذلك في ضوء إصدار مؤتمر مراجعة اتفاقية منع الانتشار النووي في مايو الماضي قرارا بعقد مؤتمر في عام 2012 لبحث إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ودعوة إسرائيل للانضمام للمعاهدة. كما تحتل المسيرة السلمية مع الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة مكانا بارزا خلال محادثات نتانياهو واوباما. ومن المتوقع أن يسعي أوباما للحصول علي تعهد من نتانياهو بتمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الضفة الغربيةالمحتلة بعد انتهاء فترة التجميد المؤقت الأولي في سبتمبر المقبل، إلا أن نتانياهو يتعرض لضغوط هائلة من جانب الائتلاف الحكومي الهش بزعامة حزبه الليكود اليميني لمقاومة مطالب أوباما، ويأمل نتانياهو في أن يحظي باستقبال أكثر ودية عما حدث في زيارته للبيت الأبيض مارس الماضي عندما التقي به أوباما من دون التقاط صور تذكارية، ثم تجاهل أوباما توجيه دعوة لنتانياهو لتناول العشاء مع عائلته، وقدم له قائمة من المطالب التي تهدف إلي بناء الثقة مع الفلسطينيين". وأضافت إذاعة صوت إسرائيل إنه من المتوقع أن يعلن نتانياهو قبيل سفره مساء أمس عن تخفيف للحصار يتضمن السماح بإدخال قائمة من البضائع حيث سيسمح بإدخال جميع المواد الغذائية والعتاد ما عدا مواد البناء والأسمدة والمعادن المختلفة وسيارات رباعية الدفع. وقال مصدر كبير في مكتب رئيس الوزراء إن القائمة الجديدة نقلت للبيت الأبيض ليطلع عليها وان الأمريكيين ابدوا رضاهم عنها. ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية أمس مقالا تحليليا بعنوان "الولاياتالمتحدة تتساءل عن جدوي الدعم الثابت الذي تقدمه لإسرائيل"، يتضمن أن واشنطن باتت تتساءل هل تشكل الحكومة الإسرائيلية الحالية تهديدا لأمن أمريكا والقوات الأمريكية، ويشير المقال إلي أنه بينما يروج نتانياهو لنفسه باعتباره حليفا لا غني عنه لأمريكا في مواجهة الإرهاب الإسلامي، فإن إصراره علي المضي قدما في بناء المستوطنات اليهودية في القدسالشرقية يتسبب في خلاف عميق مع واشنطن، ويعتبر دليلا علي عدم وجود رغبة جادة لديه بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهو ما يثير العداء تجاه الولاياتالمتحدة في أجزاء أخري من الشرق الأوسط وخارجه، حيث ينظر إلي أمريكا علي أنها درع لحماية إسرائيل. من جهة أخري نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرًا حول تأثير الاحتجاج القائم في إسرائيل حاليا من جانب موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية علي تدني مستوي رواتبهم كما يقولون، علي زيارة نتانياهو إلي واشنطن، حيث كثف اتحاد نقابات العمال بإسرائيل المعروف باسم الهستدروت جهوده لكي يمنع أن يطغي الخلاف بشأن رواتب موظفي وزارة الخارجية علي زيارة نتانياهو لواشنطن. ويشتكي موظفو الخارجية الإسرائيلية من أنهم يحصلون علي نصف ما يحصل عليه أقرانهم في وزارة الدفاع في حين أنهم يمارسون نفس الكمية من العمل، كما أنهم يخدمون في بلدان قد تتعرض سلامتهم الشخصية فيها للمخاطر علي حد زعمهم.