كتبت في 28 فبراير و1 مارس الماضي عن الأدلة التي وصلتني من قسم التنمية الثقافية (إدارة المناهج) بالهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية CEOSS، وهي من إصدارات مشروع (دعم مفاهيم التربية المدنية لأطفال المدارس). وتنقسم تلك الإصدارات إلي 9 أدلة (4 منها لأنشطة الأطفال، و5 للمعلم). ولقد كتبت حينذاك عن 6 أدلة تم إصدارها بالفعل، ومؤخراً وصلتني الثلاث أدلة التي صدرت حديثاً ضمن إصدارات المشروع. الدليل الأول هو دليل "مفهوم الحرية"، وهو دليل موجه للمعلم من إعداد د. أحمد يوسف سعد. أما الدليل الثاني هو مفهوم المواطنة (أنشطة للأطفال) من إعداد د. كمال نجيب، والدليل الثالث هو مفهوم المساواة (أنشطة الأطفال) من إعداد د. عماد صيام. استهدف المشروع.. إتاحة المعلومات الخاصة بمفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان للأطفال من خلال إكسابهم مهارات المشاركة الفعالة في المجتمع. ولقد لاحظت أن المشروع قد ارتكز علي تأكيد مفهوم التربية المدنية من أجل إعداد شخصية أطفالنا ووعيهم علي أسس الدولة المدنية. وهو ما يتضح من خلال التركيز علي العديد من المفاهيم علي غرار: الحرية، والتسامح، والديمقراطية، والعمل التطوعي، والمصلحة العامة، والمشاركة، والتعاون، والشعور بالمسئولية. تتسم إصدارات مشروع (دعم مفاهيم التربية المدنية لأطفال المدارس) بأنها أدلة علمية بسيطة وقابلة للتطبيق بدون تعقيدات المصطلحات أو التفسيرات، خاصة أن بعضها موجه للأطفال بشكل خاص. كما تتضمن الأدلة العديد من الرسوم المبهجة التي يأتي في مقدمتها علم مصر، وبعض العبارات ذات المضمون القيمي، مثل: ولد = بنت، وغني = فقير. أكرر الدعوة لوزارة التربية والتعليم للاستفادة من تلك الإصدارات القيمة التي هي نتاج عمل جماعي متخصص من الخبراء والمتخصصين.. خاصة أنها - كما ذكرت من قبل - أدلة أنشطة.. تمثل خلاصة العديد من اللقاءات والاجتماعات والتدريبات وورش العمل من أجل التطوير والتيسير للطفل المصري. بالإضافة إلي أنه يمكن تطبيقها بالتوازي مع مضمون المناهج الدراسية بدون تعارض، كما يمكن تطبيقها من خلال حصص الأنشطة المتعددة. وهو ما يتطلب من د. أحمد زكي بدر (وزير التربية والتعليم) دراسة تلك الفكرة التي تدعم القيم الفكرية والمبادئ المجتمعية من أجل تربية مواطن مصري حقيقي. أعتقد أنه علي وزارة التربية والتعليم أن تهتم بمثل تلك الخبرات والتجارب التي تمثل نموذجاً عملياً للأنشطة التي نطمح أن تقرها الوزارة.. كما يمكن أن تتواكب مع المناهج الدراسية علي اعتبار أنها أفكار من أجل المستقبل ومن أجل الوطن. بقي أن أذكر.. أن نجاح تنفيذ المرحلة الأولي من هذا المشروع تعود بالدرجة الأولي إلي فريق عمل المشروع الذي تديره جيهان عيد بالتعاون مع العديد من الخبراء والمتخصصين والمستشارين تحت إشراف قسم التنمية الثقافية بالهيئة الإنجيلية الذي تديره سميرة لوقا.