وصلني مؤخراً من الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية CEOSS بعض الأدلة الصادرة من قسم التنمية الثقافية (إدارة المناهج). وهي مكونة من 6 أدلة (2 منهم لأنشطة الأطفال، و4 للمعلم). ولقد سعدت بهم كثيراً لأنهم يمثلون نتاجاً عملياً قابلاً للتطبيق والترويج لمنظومة المواطنة ومفاهيمها. نادراً ما نجد الآن أدلة علمية بسيطة وقابلة للتطبيق بدون تعقيدات المصطلحات أو التفسيرات، والأصعب أن نجد أدلة وأنشطة موجهة للأطفال بشكل خاص. وهو ما لاحظته في دليل مفهوم الانتماء ودليل مفهوم الحرية للدكتور أحمد يوسف سعد. والذي كتبهما بأسلوب بسيط يفهمه الطفل الذي يقرأه بدون أن ينتقص من المضمون الذي من أجله صدر الدليل. يتضمن الدليلان العديد من الرسوم المبهجة التي يأتي في مقدمتها علم مصر خاصة علي غلاف دليل الانتماء الذي يتضمن أيضاً صورة لولد وبنت وصاحب بشرة سمراء وطفل يميل وجهه إلي شكل المعاقين.. وهو ما يعني أنه غلاف يشرح مفهوم المواطنة بدون حرف واحد مكتوب. يشرح دليل الانتماء مفهوم دوائر الانتماء لمعرفة الأطفال لأنفسهم ولغيرهم من خلال بعض الأنشطة البسيطة التي تعتمد علي أفكارهم وعلي بعض البيانات المتعلقة بكل واحد من المشاركين في عمل ذلك النشاط.. ليكتشف كل منهم الجماعات التي حوله من الأسرة والأهل والأصدقاء والمدرسة واللعب.. للتأكيد علي أنها دوائر تتكامل بدون تعارض أو اختلاف. ثم ينتقل بعد ذلك للتأكيد علي حقوق الطفل وأهمية الحفاظ عليها، وعدم إهمالها.. ليصل بعد ذلك إلي واجبات الأطفال نحو الجماعات التي ينتمون إليها. المهم في هذا الدليل أنه يؤكد للأطفال علي بعض المفاهيم التي تم تداولها خلال صفحات الدليل، منها: الهوية، والهوية الوطنية، والهوية الدينية، والانتماء، والجنسية، والولاء، والحقوق والواجبات، والتطوع، والعمل الجماعي. أما الدليل الثاني الموجه لأنشطة الأطفال فهو دليل مفهوم الحرية، والذي يبدأه بالقول المأثور (أنا حر.. إذن أنا موجود).. حيث يوضح قيمة الحرية في الاختيار سواء بإرادتي أو بإرادة الآخرين مع القدرة علي التمييز فيما بينهما. وهو ما تعبر عنه العديد من الأنشطة الشيقة في الدليل، وعلي سبيل المثال: ما لنا وما علينا، وماذا تفعل لو كنت مكاني؟. وينتهي الدليل بالتأكيد علي بعض المفاهيم المرتبطة بالحرية علي غرار: الاختيار، وحرية الإرادة، و القانون، والصالح العام، والمسئولية، والإلزام، والالتزام، وحرية التعبير، والديمقراطية، والتسامح. إن الأسلوب المتبع في صياغة الأفكار والمفاهيم.. يجعلها أقرب لفهم الأطفال حسب إدراكهم بشكل غير مباشر.. وهو الأكثر تأثيراً فيهم. وهو ما يزيد من القيمة الإنسانية والمعرفية لتلك الأدلة. تحية تقدير لهذا الجهد الوطني الذي يعد بمثابة خلاصة فعلية للعديد من اللقاءات والاجتماعات والتدريبات وورش العمل من أجل التطوير والتيسير للطفل المصري. وللحديث بقية مع أدلة المعلم..