كتبت بالأمس عن أدلة أنشطة الأطفال التي أصدرها قسم التنمية الثقافية (إدارة المناهج) بالهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وهو دليل مفهوم الانتماء ودليل مفهوم الحرية للدكتور أحمد يوسف سعد، ولقد ذكرت أن الأسلوب المتبع في صياغة الأفكار والمفاهيم.. يجعلها أقرب لفهم الأطفال حسب إدراكهم بشكل غير مباشر.. وهو الأكثر تأثيرا فيهم. وهو ما يزيد من القيمة الإنسانية والمعرفية لتلك الأدلة. واليوم أكتب عن أدلة المعلم، وهي أربعة أدلة: مفهوم الانتماء لأحمد يوسف سعد، ومفهوم المساواة لعماد صيام، ومفهوم المشاركة لرسمي عبدالملك وعصام علي، ومفهوم المواطنة لكمال نجيب، وهي جميعها تصب في ترسيخ مفاهيم التربية المدنية للتحول من مجرد مفاهيم إلي سلوك يومي معيش حسب تأكيد سميرة لوقا (مدير قسم التنمية الثقافية) في تقديمها للأدلة الأربعة. تتسم الأدلة الأربعة بأنها تتحدث عن منظومة المواطنة من خلال تناول مفاهيمها بشكل مفصل.. يعتمد علي الأسلوب المنهجي في شرح المفاهيم وأسلوب تحقيقه من خلال الأنشطة المقترحة للمعلم لتنفيذها داخل إطار مدرسته، وهو ما يعني أنها تقدم نماذج عملية بسيطة وغير معقدة للمدرس في فصله لكي يتسطيع تطوير أدائه من جهة، وتدريب الأطفال لتعليمهم تلك القيم والمبادئ من جهة أخري في تفاعل مستمر بينهما. ومن أكثر الأدلة التي استوقفتني دليل مفهوم المساواة.. الذي يؤكد معني المساواة، والمساواة بين المرأة والرجل، والمساواة في الحقوق الدينية، والمساواة.. كحق إنساني للجميع، كما تضمن دليل مفهوم المواطنة تأكيداً واضحاً علي المساواة الكاملة في ظل نظام من الحقوق والواجبات وفي ظل تعايش مشترك بين المواطنين المشاركين في تنظيم شئون الوطن، وهو ما يعني وجو خط التكامل بين الأدلة الأربعة ومفاهيمها وأنشطتها المتعددة التي تساعد بهذا الشكل علي صياغة وجدان الأطفال بشكل وطني وإنساني سليم. إنها أدلة متميزة تستحق كل التقدير والثناء لما بذل فيها من مجهود واضح لكل من يقرؤها، وهو ما يجعلني أعتب علي وزارة التربية والتعليم بسبب عدم استفادتها من تلك الأدلة، وأود هنا أن أسأل: إذا كان هذا هو حال مناهجنا التي نعترض علي ما بها ليلا ونهارا.. فلماذا لا تلجأ وزارة التربية والتعليم إلي دراسة مثل تلك الأدلة والاستفادة منها كخبرة وكإصدار بدلا من البدء من نقطة الصفر؟، ولماذا نصمم علي معايير معقدة جدا لمن يقوم بتأليف كتب الوزارة.. رغم أن تلك الإصدارات علي غرار أدلة CEOSS هي نتاج عمل خبراء ومتخصصين في الشأن التربوي. إنها أدلة أنشطة.. يمكن تطبيقها بالتوازي مع مضمون المناهج الدراسية بدون تعارض، كما يكمن تطبيقها من خلال حصص الأنشطة المتعددة، وهو ما يتطلب من د. أحمد زكي بدر (وزير التربية والتعليم) دراسة تلك الفكرة التي تدعم القيم فكرية والمبادئ المجتمعية من أجل تربية مواطن مصري حقيقي.