أظهرت أحدث دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر أن قرابة 30% من الزوجات المصريات يضربن أزواجهن ويعاملونهن معاملة عنيفة وفقًا لإحصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا المعروضة علي المحاكم - وأرجعت الدراسة سبب تعدي الزوجات علي أزواجهن إلي أن 65% منهن يضربن أزواجهن بسبب الغيرة الشديدة أما 45% فأرجعن ذلك للبخل والحرص الشديد من الأزواج علي أموالهم. وبدراسة هذه النتائج وتفسيرها يتبين أن ثلث الرجال المصريين تضربهم زوجاتهم أي أن رجلا من كل ثلاثة رجال تضربه زوجته. وأيًا كان السبب الذي من أجله ضُرب الرجل من زوجته فالمعني واضح. ومن الأرقام المصرية الغريبة أيضًا أنه في الوقت الذي أفادت منه الإحصاءات الرسمية من تحصيل الطالب المصري يقدر بدقيقة واحدة كل يوم وناتج الموظف العام من العمل هو ستة وثلاثين دقيقة شهريًا - فإن في مقابل تلك الأرقام المصرية هناك أرقامًا أخري أفادت بها الإحصاءات وهي أن أكثر من خمسة وعشرين مليون مصري باتوا مشتركين في خدمة التليفون المحمول و186 مليون جنيه قيمة الرسائل الفاضحة علي الموبايل وخمسة وعشرين مليون جنيه ينفقها المصريون علي السجاير وخمسة ملايين أخري علي الشيشة سنويًا. تكشف الإحصاءات الرسمية وتقارير سوق العمل في مصر أن عدة ملايين من السودانيين يقيمون ويعملون في مصر في مهن مختلفة وأن الآلاف من العراقيين والفلسطينيين والكوريين والصينيين يعملون ويقيمون في مصر في أنشطة مختلفة والآلاف من الفلبين وأندونيسيا وسيرلانكا خاصة من الفتيات يعملن في مصر ويقيمن فيها أضف إلي ذلك الآلاف من الصوماليين والليبيين ليصل عدد الأجانب من مختلف الجنسيات في مصر إلي أكثر من أربعة ملايين أجنبي معظمهم يعمل داخل مصر بشكل شرعي ورسمي والباقي يعمل بغير شرعية وذلك يعني أن هناك أربعة ملايين وظيفة مصرية يشغلها أجانب تحت مسميات عدة وأفادت إحصائيات رسمية أخري أن نسبة البطالة في مصر تصل إلي أكثر من عشرين بالمائة وإحصائيات أخري غير رسمية تتجاوز هذا الرقم بكثير. والسؤال كيف نعاني البطالة ولدينا أربعة ملايين وظيفة يشغلها أشخاص أجانب بشكل شرعي أو غير شرعي - أليست قضية تستحق الدراسة وتستحق المراجعة إذ لا يتصور أن يتسول الشاب المصري مغتربًا أو يلقي بنفسه في مياه البحر بحثًا عن عمل ولديه في بلده مئات الآلاف من الأجانب ينعمون بوظائف مصرية ورواتب خيالية إن مراجعة الأمر ولو أسفر عن توفير عشرات الفرص أو حتي عدة فرص هو الأفضل في كل الأحوال كما أن أمر تواجد الأجانب في مصر خاصة غير الشرعيين قد سبب العديد من المشكلات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.