غالباً ما يتميز رجال الإعلام بسحر وكاريزما خاصة تجذبنا إليهم ولكن تظل كواليس حياتهم الشخصية وراء ستار يطويها الكتمان ..وهناك بعض الشخصيات في الإعلام الأمريكي تعد بمثابة حجر الزاوية وركيزة أساسية تحرك الأوضاع السياسية في البلاد مثل مقدم البرامج الإذاعية الشهير راش ليمبو فمن خلال كتاب"راش ليمبو:جيش من واحد"يكشف المؤلف زيف شافيتس عن أسرار حياة ليمبو. استطاع ليمبو حفر اسمه بحروف من نور في عالم الإعلام الأمريكي حتي وصفه الليبراليون بأخطر رجل في أمريكا وهو ما يعد دليلا علي مدي تأثير وأهمية كلماته التي يبعث بها عبر الأثير فلدي ليمبو أو كما وصفه مسئولو البيت الأبيض بأنه الوجه الجديد للحزب المحافظ القدرة الفائقة علي اجتذاب ملايين المستمعين الأمريكيين بصوته الذي يتميز بالصدق والثبات والرؤية الواضحة وهو ما يجعله واحدا من أهم الرموز السياسية علي مدار العقدين الماضيين. ويشير الكاتب ان ولع ليمبو بالسياسة لم يكن وليد الصدفة ولكنه تربي عليها منذ نعومة أظافره فكان والده حريصاً علي الاهتمام بالسياسة وجذب أنظاره إليها. وفي سن 14عاما بدأ يحلم ليمبو بان يصبح مذيعا عبر الراديو حتي تحقق حلمه علي أرض الواقع وعلي مدار العقدين الماضيين كانت برامجه الإذاعية تجتذب أكثر من 10 ملايين مستمع ينصتون إليه بشغف. ينتمي ليمبو، ذو التوجهات المحافظة وصاحب الصوت الشهير والمثير للجدل أيضا في عالم السياسة الأمريكية، إلي المحافظين الجدد ولا يكل من توجيه الانتقادات المستمرة إلي الديمقراطيين والليبراليين في برنامج من أشهر البرامج التلفزيونية علي مستوي الولاياتالمتحدة The Rush Limbaugh Show أعرب ليمبو عن رغبته في أن تقابل خطة الرئيس باراك أوباما الخاصة بمواجهة الأزمة الاقتصادية بالفشل قائلا "اذا كانت مهمته هي إعادة بناء وإصلاح هذا البلد بحيث لا تصبح الرأسمالية والحرية الشخصية دعامتيها الأساسيتين."وفي الايام الاولي لتولي الرئيس أوباما زمام الحكم في البلاد انتقده ليمبو بشدة قائلا"أتمني فشل أوباما وان تفشل إدارته". ويفتح ليبمو النار علي القيم الليبرالية التي تروج إلي ظواهر اجتماعية يرفضها ليمبو شكلا ومضمونا مثل الإجهاض والمثلية الجنسية. فمن خلال برامجه الإذاعية تبني الكثير من الشباب أفكار ليمبو المحافظة. ويعقد المؤلف مقارنة بين ليمبو وبين أوبرا وينفري - مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فكلاهما مبدع في عالم الإعلام الأمريكي وتحظي برامجهما بقاعدة جماهيرية واسعة النطاق في أمريكا والعالم بشكل عام كما أن كلا من ليمبو ووينفري يتمتعان بالثقافة وعلي اهتمام ودراية بكواليس عالم السياسة وهو ما يجعلهم محط أنظار المرشحين والقادة السياسيين وتحرص وينفري وليمبو علي نسج خيوط بينهما وبين المستمعين عن طريق الإشارة إلي قصصهم وذكرياتهم الشخصية.ويكمن الفارق بين وينفري وليمبو هو أن وينفري عملت علي مساندة باراك أوباما في انتخابات رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية بينما ليمبو يوجه الانتقادات اللاذعة دوما لأوباما.