كان لوصول البرنامج التليفزيوني "قافلة التحف" الذي يقدمه تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية إلي بلدة بالقرب من إمارة ويلز في المملكة المتحدة، أثر الجملة المأثورة" افتح يسمسم" التي ينجح علي بابا في اقتحام مغارة الكنز بها. والكنز في ويلز كان طبقاً خزفياً مهملاً في مخزن عائلة بريطانية و"علي بابا" هو عجوز من ويلز اسمها" ويندي جونز" ذهبت للبرنامج، الذي ينتقل فريقه مع مجموعة من خبراء متخصصين في أنواع التحف المختلفة ما بين الأعمال الفنية والعملات والأثاث والنسيج وغيرها، عبر بريطانيا لاستكشاف التحف المختفية وراء الجدران وقد يجهل ملاكها قيمتها. كانت ويندي تأمل في أن تشتري لزوجها مجموعة كتب قديمة وحملت معها الطبق الذي ورثه ابنها عن جدته لأبيه الألمانية، وعندما عرضته علي خبير متخصص في تحف الصيني والخزف، كانت المفاجأة المذهلة للجميع ان ثمن الطبق المبدئي يتجاوز مائة ألف جنيه استرليني. اكد الخبير المتمرس بكل أمانة للعجوز أن الإناء الخزفي هو الوحيد المتبقي من طقم كامل عدده مائة قطعة، كان يملكه فردريك الأكبر امبراطور بروسيا منذ أكثر من 260 عاما وليكون طبق عشاء يعلوه الغبار هو أهم وأغلي ما يباع عن طريق البرنامج الذي يوفر فرصة للجميع في عرض ما توارثوه للعلن واكتشاف قيمته. لا يقتصر دور البرنامج، الذي يحقق جماهيرية كبيرة وتوجد نسخ منه في الولاياتالمتحدة وكندا، علي ذلك إنما يقدم وجبة رائعة من الثقافة والتاريخ والفن والأهم هو التنقيب عن كنوز الوطن وإبرازها. لنتخيل قافلة للتحف تجوب قري ونجوع مصر برعاية رسمية وتتسلح بأمانة وشفافية لا جدال فيهما، ولا هدف لها سوي تدريب المصري علي احترام مقتنياته وعدم اللهاث دوماً وراء الجديد.. وقتها قد نشعر بقيمة خلخال جداتنا وكليم الصوف الذي دثر أرض مضيفة أجدادنا وأباريق الشاي النحاسية.