بعيدا عن الصدام السياسي المتفجر علنا بين الصديقين غير الراغبين في الانفصال تركيا وإسرائيل تلوح في الأفق تداعيات لن تتوقف عند حدود العلاقات السياسية المتأزمة بين البلدين علي خلفية الاستهانة الإسرائيلية الصريحة بتركيا ولكن قد يحمل الصدام تصعيدا اقتصاديا في ظل تحريض إسرائيلي ضد السياحة التركية تجسد في مطالبة الإسرائيليين بعدم الذهاب إلي تركيا للسياحة وهو الأمر الذي تحاول تركيا مواجهته من خلال دعوتها للمنظمات العربية بالترويج للسياحة التركية بين العرب لتعويض تركيا، عما قد يلحق بها من خسائر نتيجة احجام الإسرائيليين عن السياحة التركية خاصة أن عددهم يتجاوز 800 ألف سائح إسرائيلي سنويا إلي تركيا من بين 20مليون سائح يزورون تركيا سنويا يوفرون لتركيا نحو 20 مليار دولار طبقا لاحصائيات العام الماضي، القلق التركي لا يقتصر علي عدم قدوم السياحة الإسرائيلية وإنما حالة التحريض التي يمكن أن تسببها إسرائيل بين سياح أوروبا لاسيما وقد بدأوا بالفعل توجيه رسائل سياسية بالفعل للأتراك أنفسهم ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أضف إلي ذلك أنهم قد يستغلون حالة التوتر التي تشهدها تركيا بسبب العمليات التي نفذها حزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي وتهديده بنقل المعركة إلي داخل المدن التركية. قال وزير السياحة التركي أرتوجرول جوفاي إن عائدات السياحة في تركيا العام الماضي بلغت 20 مليار دولار وأتوقع أن تصل هذا العام إلي 30 مليار دولار مؤكدا أن هناك نحو 20 مليون سائح يزورون تركيا سنويا منهم 800 ألف سائح إسرائيلي لن يؤثر تماما في حركة النشاط السياحي. تفاعل الكثير من الخبراء الدوليين مع القرارالذي اتخذته تركيا مؤكدين أنه سيعود بالربح عليها وبانتعاشة كبيرة في قطاعها السياحي وقام الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بدعوة المجموعات العربية لتوحيد وجهتها السياحية ناحية تركيا، حيث المساجد والآثار التاريخية والطبيعية الخلابة لاسيما بعد رفع تركيا تأشيرات الدخول مع الدول العربية. وأكد مجدي سليم خبير العلاقات الدولية بهيئة تنشيط السياحة أن العلاقات الدبلوماسية بين أي دولتين من شأنها التأثير علي القطاع السياحي وما يتضمنه من كيفية الحصول علي التأشيرات. وأضاف أنه بعد موقف تركيا الحاسم ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية فمن المتوقع أن تنشط حركة السياحة العربية إلي تركيا خاصة بعد التخفيضات التي أعلنتها الحكومة والتسهيلات لمجموعات السياح العرب أشار إلي أن تركيا تستطيع ترويج نفسها سياحيا وأن الأزمة ستعود بالنفع الكبير علي قطاعها السياحي. ومن ناحيته قال إلهام الزيات الخبير السياحي إن التأثير علي الحركة السياحية بتركيا لن يكون كبيرا ولكن إسرائيل هي من ستتأثر بهذا القرار إذ تمثل تركيا الوجهة السياحية الأولي بالنسبة لها لرخص أسعارها وقرب مسافتها. أضاف الزيات أن اعتقاد الجهة بأن هناك بعض الدول التي ستشدد في موقفها مع تركيا ولاتخاذها هذا القرار بمنع أفواجها السياحية من السفر إليها مثلا - اعتقاد خاطئ - لأن السياحة لا علاقة لها بالسياسة. كما أنه حتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية تغيرت صورة إسرائيل في أعين الأمريكيين واليهود المقيمين هناك.