يظل الاقتراب من الجنس، منطقة شائكة ومحرمة، خاصة في مجتمعنا المصري.. في السينما، أيضاً، يندرج الجنس ضمن ثلاثة تابوهات، هي محرمة أيضاً، ممنوع الاقتراب منها مع الدين والسياسة.. في فيلم "كلام في الجنس" يفتح مخرجه "عمرو بيومي" الباب للحديث عن الجنس، لكن بصورة، تبدو وكأنها تعرية لحقائق يحاول مجتمعنا تحت مسميات وأطر كثيرة إخفاءها أو تجاهلها، فقد بات الفيلم أشبه بصفعة لكثيرين، يحملون صفة جبناء، لأنهم لا يجرؤن في الحديث عنه في حياتهم، ويكتفون بالتعامل معه بشكل سري للغاية. الفيلم الذي تصل مدته إلي 58 دقيقة، يقدم فيه مخرجه، صورة وثائقية لمجموعة من الشباب والشابات، ممن يخشون الحديث عن الجنس، لدرجة انهم أصيبوا بالارتباك عندما سألهم في البداية "ما هو الجنس..؟"، إجابتهم، كانت بدون إجابة، لكن عمروبيومي، نجح في إقناع نماذج من الأعمار المختلفة تحدثوا بكل صراحة عن الجنس، وكيف يتعاملون معه، وهل هو شيء أساسي في حياتهم أم لا..؟ نجح المخرج في اختيار نماذج من المهووسين بالجنس، والذين خرجوا عن صمتهم ليرووا قصصهم علناً أمام الجميع، فقد طرح المخرج معني كلمة "جنس" عند شرائح وفئات مختلفة ومتنوعة، وكيف ينشغل المصريون بالحديث عن الجنس، خصوصا أن هناك دراسات تؤكد أن المصريين أكثر شعوب العالم ارتياداً للمواقع الجنسية. كما أن الفيلم يركز علي عدة نقاط مهمة، وهي تكوين الفكر الجنسي لدي المجتمع الذكوري في مصر، والتخويف والترهيب لدي بعض الفتيات النابعة من فكرة ختان الإناث، إضافة إلي أن الشباب المصري هو الأكثر بحثاً علي الإنترنت في الموضوعات المتعلقة بالجنس. وقد أجري مقابلات مع مجموعة من المتخصصين في مجالات الطب وعلوم الإنسان والنفس والاجتماع والجنس. أكثر من أربعة أعوام استغرقها المخرج "عمرو بيومي" لكي ينجز فيها الفيلم، ما بين إعداد وبحث وتصوير وإخراج ومونتاج، والتي عرض بها منذ أيام في المركز الثقافي الفرنسي، فقد واجه الفيلم صعوبات كثيرة للحصول علي تمويل، وهو ما اضطر "بيومي" للانتظار كل تلك الفترة لحين اكتمال المشروع. واعتبر المخرج "عمرو بيومي" أن الحديث عن الجنس مناسب في ذلك الوقت، طالما هناك جدية في الطرح، بعيداً عن الاستسهال، وفيما يخص الجنس، يري "بيومي" أن هناك جهلاً به، ومفاهيم كثيرة مغلوطة به، لذلك أراد ان يعمل علي إثارة الوعي لدي فئات عدة من الناس، سواء العاديين، أو المثقفين، والذين يمثلون مرآة لما يحدث في المجتمع، علي الناحية الفنية والأدبية.