عقب مقال الأمس بعنوان وصية فاروق حسني، تلقيت اتصالا هاتفيا من وزير الثقافة، بدأته بسؤال: هل هذه محادثة عتاب علي ما كتبته؟ فرد سريعا: بالعكس أريد فقط مناقشتك فيما كتبته.. هكذا يبدأ فاروق حسني حواراته وهو يضع محاوره علي أرضية محايدة، وقد لا يتسع المكان لكتابة نص الحوار لكن هناك نقاطا تستحق التسجيل علي لسان الوزير: البعض يتصور أنني أريد البقاء في منصبي، وهذا ليس صحيحا، لا أريد البقاء، وبعد معركة اليونسكو أردت ذلك لكنني تلقيت تعليمات عليا بعدم الحديث في هذا الموضوع. بعض ما ذكرته في مقالك صحيحا لكنك تتهمني كأنني الحكومة كاملة ولست وزيرا لوزارة واحدة، بينما موضوعات مثل الأمية والتطرف تحتاج إلي خطة دولة بالكامل للقضاء عليها. أتمني مثلك أن يوجد قصر ثقافة في كل قرية، لكن ليس لدي مثل هذه الإمكانيات، ومع ذلك لدينا 540 قصر ثقافة، وقد أضفت 42 قصر ثقافة جديدا، و بدأنا منذ سنوات في إنشاء مكتبات في قري لا يسمع عنها أحد، حتي وصل عدد هذه المكتبات إلي 140 مكتبة في 140 قرية. لا أريد ان أضع خطة ثقافية لمصر في المستقبل، هذا واجب المثقفين وكبار عقول مصر في المجلس الأعلي للثقافة وغيره من المؤسسات الثقافية في مصر، هذا دورهم وواجبهم، أن يفكروا للمستقبل ويضعوا خططا ثقافية استراتيجية، ولا أتصور مثلا أن رجالا مثل سيد يسين أو غيره من أعضاء المجلس الأعلي للثقافة يمكن أن يملي عليهم أحد شيئا، أو حتي يقبلوا ضغوطا من وزير الثقافة أو من اي مسئول في مصر.. فهم كبار مفكري الدولة ولا يشكك أحد في وطنيتهم أو استقلاليتهم. أنجزنا الكثير في وزارة الثقافة، لدينا 120 متحفا، ومشروع قومي للترجمة ترجم 1500 كتاب، ورفعنا منحة تفرغ الأدباء من 150 جنيها في الشهر إلي 1500 جنيه، ولدينا جيش من جيل المستقبل الذي يعمل في المجالات الثقافية جميعاً.. شباب هو مستقبل هذا الوطن. أين المشكلة إذن؟.. هكذا سألت وزير الثقافة، فأجاب: لدينا المنتج الثقافي، لكن لا يوجد من يستهلكه، ولا يوجد من يعلن عنه للناس، قد يكون العيب فينا، أو حتي في الإعلام الذي لا يسلط الضوء علي ما نقوم به، لذلك لا يصل جهدنا لك قبل أن يصل للناس. والغريب كما يقول فاروق حسني أن ذلك لا يصل للمسئولين أيضا حتي داخل مجلس الوزراء.. مشيرا إلي اجتماع وزاري لمناقشة الخطط الصيفية.. قائلا: طرحت بعض الأفكار داخل الاجتماع عن أنشطة ثقافية للبدء فيها فأجبت كلها موجودة! هذا ملخص حوار علي الهاتف مع وزير الثقافة الذي يريد الرحيل عن منصبه.. وينفي أنه يفرض رؤية مستقبلية علي من يأتي بعده.. ويقول لست أنا كل الحكومة.